للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعسى أن ينظم لهؤلاء ومن على شاكلتهم مناهج خاصة مبسطة، تعقدها معاهد المكتبات أو السلطات المسؤولة عن المكتبات داخل الحكومات العربية، وربما كان واضحا في الأذهان أن معرفة المكتبي بالمادة الموضوعية للكتاب تتكيف وفق معيار الفائدة والاستعمال، ومما لاشك فيه أن الخدمة المكتبية تحتاج إلى معرفة الكثير من الموضوعات والفنون، وإلى دراسة المراجع ومصادر الكشف الببليوجرافي وطرق البحث ومناهجه.

وإذا كان على عالم الرياضة أن يكون ملما بالمعرفة الرياضية، وعالم التاريخ أن يكون محيطا بالأحداث التاريخية وفلسفة التاريخ، فإن على المكتبي أن يعرف المصادر الأدبية لهذه الموضوعات كلها أو جزء منها.

على أن التدريب العالي ضروري إلى حد كبير في كثير من الأعمال في المكتبات، ولعل تزايد الفنيين في المكتبات أمر له أهمية كبيرة عند من يعنيهم أمر الثقافة والتربية.

ويظهر أثر التدريب على فن المكتبات بنجاح في إدارتها وتنظيم أعمالها بكفاءة، وربما تسبب انعدام التدريب أو ضآلة كفاءته في انصراف العاملين في المكتبات عن أداء رسالتهم، بل والتفكير في ممارسة أعمال أخرى بعيدا عن هذا المجال. ومما تجدر الإشارة إليه أن الخدمة المكتبية تحتاج إلى عدد مناسب من الكفاءات، على أن تغطي هذه الكفاءات احتياجات المكتبة المهنية خاصة، وأنها متعددة وتحتاج إلى في الغالب إلى كفاءات عالية.

على أن ممارسة المكتبي لمهنته داخل المكتبات شيء لا يقل أهمية عن دراسته بالمدارس المهنية وحصوله على برامج تدريبية متطورة.

ويلاحظ أن هذه المعايير نسبة بين أنواع المكتبات، فاحتياجات المكتبة العامة تختلف عن المكتبة الجامعية، ومتطلبات المكتبة المتخصصة غير متطلبات المكتبة المدرسية، على أن كل أنواع المكتبات تخضع لمقاييس متشابهة عند تقويم مدى تقدمها. ومن ذلك:

(١) فتح الأرفف لاستخدام الجمهور دون وسيط أو رقيب.