للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس هدف الماركسية من هذه العملية مجرد استغلال تلك الموانئ الاستراتيجية فحسب (ميناء عدن وميناء مصوع وميناء عصب) ، ولكنها ترمي من وراء ذلك إلى القضاء على العقيدة الإسلامية - لو استطاعت - هذه المنطقة العريقة في الإسلام, والتي دخلها الإسلام في أول صدر الإسلام قبل أن يدخل أي بقعة في العالم بعد مكة المكرمة, إذا كان دخوله إبان أن هاجر إلى الحبشة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمره فارين بدينهم ناشدين الحرية في عبادة ربهم، هاجروا حيث النجاشي ملك الحبشة فآواهم وأكرمهم، ثم أكرمه الله بالإسلام حيث اعتنق الإسلام على يد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

هذا هو قرن أفريقيا وهذا تاريخ إسلامه. فما موقف الدول العربية والإسلامية من هذا الخطر المحدق بالمنطقة؟ !!

ولست بحاجة إلى القول بأن قرن أفريقيا أو أفريقيا كلها ليست الهدف الأول والأخير للشيوعية التي تزحف الآن في المنطقة، بل هي لا تنوي أن تحط عصى السفر حتى تحط قدمها في الجزيرة - لا سمح الله - فليس من الحزم أن تنتظر العدو في عقر دارك, بل الحزم يتطلب أن تهاجمه بعيداً عن دارك لئلا تدور المعركة على الأبواب وبين النساء والصبيان.

فنسأل الله تعالى أن ينصر دينه، وينصر من ينصره ويدافع عنه.

وبعد..

هل يجوز السكوت سياسياً أو شرعياً - والحالة ما وصفت - على ما يجري حالياً في المنطقة..

الجواب: لا بالحرف العريض إذ يتنافى ذلك وتعاليم الإسلام حيث يقول رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام: "من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

لذا نهيب بقادة المسلمين جميعاً ونلفت أنظارهم نحو هذه القضية الإسلامية ليتصوروا أولاً أنها إسلامية. ثم يفكروا في حل هذا الحصار عن المنطقة بأية طريقة ممكنة حرباً أو سلماً أداءاً لبعض الواجب الإسلامي نحو إخوانهم في المنطقة.

والله من وراء القصد

(قلم التحرير)