ومنار فضل ألحدوه وعادوا.
شمس تغيب في الثرى وضياؤها.
لذوي النهى الآصال والأرآد.
فأجلت فكري عندها متسائلا
والأمر يبدو ماله إيراد.
أين الضحى بعد المغيب من الدجا
وإذا المغيب به الظلام يذاد.
والشمس شرط في النهار فلا يرى.
بعد المغيب نهارها المعتاد.
فإذا بها آيات حق أشرقت.
أنوارها فتبدد الإلحاد.
وإذا الحقيقة وهي تهتف بالورى.
علناً وفي أعماقنا إنشاد.
ما مات من تحيى القلوب بعلمه
وبه الهدى رغم الردى يزداد.
ترك الحقائق ليلها كنهارها.
ولها بآفاق النهى أبعاد.
لما بدت سحب الضلال وجللت.
أفق السماء وجلجل الأرعاد.
ألف الكرى تحت الثرى كي لا يرى
آيا تضام بباطل وتباد.
يا من كسا بالعلم طلاب العلا.
حللا بها نالوا الكمال وسادوا.
تبا لمن أعشى سناك قلوبهم.
لم أركسوا أولئك الحساد.
فتنوا لضعف في بصائرهم خفا
فيش لمثل سناك لم يعتادوا.
لما رأوك مسودا قالوا: انتهى
هو مينهم ما للعلوم نفاد.
فلئن نزعت وأنت لب العصر من
ألبابنا ولك القلوب مهاد.
ولئن تخطتك المنايا ملحدا
ميتا ولم يور الحياة زناد.
ما زال علمك بالحقائق باقيا
يحمي الشريعة ما طغى الإلحاد.
يبقى كما تبقى الحقيقة نفسها
مهما تظاهر حاسدوك وكادوا.
يا راحلا فرحت به (المعلا) كما.
لبس الحداد لفقده (أجياد) .
كم راغب حققت من رغباته
حتى ولو فوق المراد أرادوا
هبة الإله لأرضنا وحي تضا
ء به المنى وسراجنا الوقاد.
كنا بعزك في البلاد أعزة.
ولنا الصفاء وأنت والإسعاد.
واليوم عدت مشيعا لجوار من
بجواره للصالحين معاد
يا رب من أهديته ووهبته
للخلق أنت أخذت وهو رشاد.
عبد قضى فيك الحياة وكان مّـ
من زاده التقوى ونعم الزاد.
أعل المقام وعلى من درجاته