للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الفكر الإسلامي الذي يمكنه مواجهة الشيوعية هو الفكر الذي يشمل حياة المجتمع الإسلامي، ويوجهه فيما أراد الله له.

إن الفكر الشيوعي يقوم أساسًا على تقديم المذهب المادي بديلا عن الدين، وعلى التسليم بحقائق يبنى عليها هذا الفكر. وأهمها عدم الاعتراف بغير المادة، فلا موجود إلا المادة. وإن هذه المادة لها صفة الأزلية والقدم، فهي غير مخلوقة ولا يلحقها العدم، وإن هذه الحياة الدنيا وجدت عن طريق الحركة العشوائية لهذه المادة، والتسليم بهذه الأفكار يقتضي عدم الإيمان بما هو غيبي لأنه لا يخضع للمشاهدة والفكر، فالله غير موجود وكذلك الجن والملائكة وهذا بدوره يقتضي بطلان الأديان التي جاءت بما يعتقد المذهب الشيوعي أنه أوهام أملت الناس في حياة أخرى، وفي البعث والحساب والجزاء وبالتالي فإن الإنسانية لا تستمد تشريعها في مجالات الحياة المختلفة من مصادر خارجة عنه فالإنسان هو الذي يشرع لنفسه وهو المسئول عن نفسه ومصيره. ولأن هذا المذهب لا يؤمن إلا بما هو مادي فهو يعتبر ما يسمى بالروح والعقل والنفس شكلا من أشكال المادة، وأن هذه المادة في حركتها واضطرابها تفسر على أساس القوانين الطبيعية التي أوجدت نفسها بنفسها.

هذه الأفكار التي يقوم عليها الفكر المادي الملحد قد تعرضت لمناقشات واسعة دحضت آراءه وأفكاره، بل إن حركة التاريخ والحياة نفسها أثبتت زيف كثير من هذه الأفكار.