ومما بهرني في هذه الزيارة منشئات جديدة على أحسن طراز وأجمل رواء، وأضخم بناء منها مساكن للطلاب، وقاعات للدراسة في الكليتين، كلية الشريعة وكلية الدعوة وأصول الدين، وصالة فخمة للمحاضرات يندر مثلها في جامعات أخرى، وغير ذلك مما عنيت به المملكة في هذه الجامعة المثالية، وأنفقت فيه الأموال الوفيرة بسخاء، وعما قريب بمشيئة الله تعالى يفتتح البناء الجديد في ثوبه القشيب وجلاله الرائع، فرجوت من الله تعالى تحقيق الأمل، وإتمام العمل على أحسن حال وأكمله، والمثوبة للقائمين به بإخلاص نية، وحسن قصد لوجه الله تعالى، وخدمة الإسلام.
وفي الجامعة عدا هاتين الكليتين قسم إعدادي يؤهل الطلاب للانتظام في السلك الجامعي، وشعبة تعليمية تعلم اللغة العربية لمن لا يحسنها من الوافدين للجامعة من الأقطار الأخرى، ولكل من الكليتين منهج دراسي خاص لما يدرس من العلوم والمواد واف بالغرض المنشود.
وقد تخرج إلى الآن من الكليتين مائة وثمانية وعشرون جامعياً في أربع سنوات منذ افتتاحها، ينتمون إلى اثنين وعشرين جنسية.
وعاد أكثرهم إلى البلاد التي وفدوا منها يحملون رسالة الإسلام، وعلوم الإسلام أصولاً وفروعاً، ويدعون إلى التوحيد الصافي من الشوائب، الخالص من البدع والأهواء، في صدق وإخلاص وعزم وقوى، ونقاء من الشبه وتزييف للباطل، والتحريف الذي روجه أعداء الإسلام من الفرق الضالة المعروفة.
ولا شك أن في ذلك نوع من الجهاد في سبيل الله، له أثره المحمود في إصلاح القلوب، وتطهير العقول وصلاح الأعمال، ونشر العلم والعرفان، ونقاء المجتمع الإسلامي من الأدران.