للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت معانيه دائما كالماء الصافي الزلال في بلور الإناء, ومهما تشكل الماء بلون الإناء بحسب الزمان والمكان فهو نفس الماء الذي لا يتغير لونه, ولا ينضب معينه, ولا يتسنه طعمه, ويظل هو نفس القرآن الذي لا تبلى مع الزمان جدته, ولا تنقضي عجائبه, كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم, ذلك أنه من العمق والاتساع, ومن العموم والشمول, بما يقبل تفهم البشر له, أيا كان مبلغهم من العلم, وبما يفي بحاجاتهم في كل عصر, ويتجاوب في يسر مع أهل البداوة؛ لأنه لا يلتوي على الأفهام, ويبهر في عمق أهل المدنية, الذين صعدوا في سلم الرقى, وبرعوا في فنون العلم والمعرفة؛ لأنه يزخر كما يزخر البحر, في قاعه الدرر واللآلئ, لمن استطاع الغوص إليها في الأعماق [٢] .

ويضيق المقام عن الإفاضة في هذه المجالات الواسعة العميقة, فلا مندوحة من الاجتزاء والاكتفاء, وإيراد بعض الأصول والحقائق وإلى اللقاء.


[١] انظر كتاب التربية في كتاب الله ص ٦ للشيخ محمود خالد مطبعة الاعتصام القاهرة ١٣٨٨هـ.
[٢] راجع المحاضرات العامة للأزهر ص ٢٠سنة ١٣٧٨هـ مطبعة الأزهر.