وأولى كتاب الله كل رعاية وعناية فشيد له مطبعة تعد الأولى من نوعها في العالم من حيث جودة طباعة المصاحف والدقة والإتقان وحسن الإخراج، وقدّم الدعم اللازم لمدارس القرآن وجمعياته، وأشرف بنفسه على وضع نظام مجلس الشورى بصورته الحالية فقدّم بذلك أنموذجاً إسلامياً معاصراً لمفهوم الشورى في الإسلام استطاعت به المملكة البرهنة على صلاحية الإسلام وتشريعاته لكل زمان ومكان.
وقاد مجال التعليم منذ كان أول وزير للمعارف حتى أصبحت المملكة في عهده عاصمة الثقافة العربية والإسلامية تفاخر بجامعاتها الثمان أرقى الجامعات.
قاد بنفسه قطار الزمن ليسبق الزمن نفسه فأطاح بصفرة الصحراء في وقت يتصحر فيه العالم فتحولت بفضل الله إلى بساط أخضر هنا، وحول تلالها المتحركة إلى قلاع صناعية تفاخر بصناعاتها هناك، وجعل من بحارها ماء عذبا زلالاً سائغاً للشاربين.
لم تشغله اهتماماته الداخلية عن شؤون المسلمين في أرجاء المعمورة والأقليات منهم على وجه الخصوص، فشيدت المراكز والمساجد والمدارس في كل مكان يوجد فيه جالية مسلمة، وأقيمت الندوات والمؤتمرات والملتقيات والمناشط في كل مكان تطؤه قدم مسلم.
أقيمت في عهده جسور قوية مع كل المسلمين أينما وجدوا، مما خفف عن المستضعفين منهم مشاكل الغربة ومعاناة الوجود في بيئة غير مسلمة.
لقد كانت عين خادم الحرمين الشريفين ترقب أوضاع هؤلاء وتتلمس حاجاتهم وتسعى لحل مشاكلهم والتخفيف من معاناتهم. وخلاصة القول أن خادم الحرمين الشريفين أقام صرحاً شامخاً لمجتمع حضاري جديد يقوم على أسس علمية دعائمه الإيمان والتقوى فكانت ثمار ذلك الأمن والإيمان والرخاء والاستقرار، وإعجاب القريب والبعيد بتلك النهضة الحضارية الشاملة.