ثم ذهبنا من المسجد إلى بيت السيد علي آدم وكان قد دعانا لتناول العشاء في بيته فوجدنا قصرا فخما في ربوة علية تطل على سالسبوري من إحدى الضواحي القريبة، وبه جناح خاص مجهز بكل ما يلزم. وقد دعانا إلى أن نمكث فيه ونكون ضيوفه مدة إقامتنا في سالسبوري فشكرناه على ذلك واعتذرنا له بأننا قد ارتبطنا مع الفندق بوعد في أن نقيم عنده، وبعد العشاء أوصلنا بسيارته إلى الفندق أو على الأصح بإحدى سياراته فلديه أكثر من خمس سيارات للركوب فقط ويقول إن تعدد السيارات لديه ينفعه لأن البنزين مقنن في روديسية لكل سيارة قدر معلوم وهو جالون إلا ربع يوميا وقيمة الجالون ستة شلنات ونصف أي أن قيمة الصفيحة ٢٦شلنا أي ما يساوي ستة عشر ريالا سعوديا تقريبا. ويقول السيد علي أنه يستطيع أن يوفر من البنزين لسد حاجاته كلها منه بسبب تعدد السيارات لديه وله ثلاثة أولاد يشتغلون معه ويدرس اثنان منهم في جامعة روديسية بسالسبوري وقد أكملا مدة من الدراسة في لندن في وقت سابق وذكرا لي أنهما تعرفا على عدد من طلبة العرب هناك ومنهم طلبة سعوديون وذكر أحدهما أنه كان عضوا في جمعية الطلبة العرب على الرغم من أنه ليس عربيا بالجنسية وإنما ذلك لمحبته العرب وقال أنه أيضا في الشكل يشبه العرب.
هل نحن سعوديون حقا؟..
مديرة الفندق الذي نسكن فيه عجوز إيطالية ما إن رأت كتابتنا على سجل الفندق بأننا من المملكة العربية السعودية حتى بانت عليها الدهشة وقالت: لم أكن أتصور أن سكان الجزيرة العربية بيض الألوان فأخبرنها بأننا في الجزيرة العربية ديننا الإسلام ولا نلقي إلى اللون بالا وإنما نزن المرء بأعماله وبقدر ما يحسن، وما يقدمه من عمل صالح وعلى ما في هذه الإجابة من عدم المجاملة لها فإنني قد ركزت عليها ولم أر أن تفوت هذه المسألة بغير أن أبين لها موقف الإسلام من الألوان..