سلطة وقد استطاعوا أن يعلنوا بكل وقاحة ودون أدنى حياء أن السنة لا يمكن بقاؤها هذه الفترة الزمنية الطويلة جهلا منهم وتقليدا لإمامهم القذافي الذي هو أجهل منهم وأضل سبيلا، ولو سألوا أهل الذكر لأنبؤوهم بأن بقاء السنة المطهرة هذه الفترة الزمنية الطويلة ١٤٠٠ سنة بسندها المتصل إلى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام محفوظة في صدور الرجال أو مدونة في كتبهم نوع من أنواع المعجزات الكثيرة للنبي الأمي محمد عليه الصلاة والسلام وأن ذلك من حفظ الله لدينه إذ يقول عز من قائل:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، ولا يختلف اثنان في أن الذكر المنزل المحفوظ هو القرآن الكريم، ويستلزم في حفظ القرآن حفظ السنة المطهرة إذ هي تفسير القرآن وبيان لما أجمل فيه من كثير من الأحكام التي يتوقف معرفتها والعمل بها على فهم السنة، ولولا السنة لما فهمت تلك الأحكام ولا عمل بها مما يكون سببا لتعطيل الشريعة فإذا إن السنة داخلة - بهذا الاعتبار- في الذكر المنزل المحفوظ فهي منزلة بمعناها قطعا وأما ألفاظها فمن عند النبي الأمي المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وقصارى القول إن دين الله محفوظ في كتابه وسنة نبيه ولو جحد المنكرون، وعاند المعاندون، وكره الكافرون.
وهذا المعنى الذي توضحه القطعة المختارة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قاقرأها مرة بعد مرة لما فيها من كلام نفيس له أهميته ولا سيما في هذا الوقت والله الموفق وهو الهادي إلى سبيل الرشاد.