وكنا نود أن يعرف هذا المستوزر قدره حتى تدركه رحمة الله، إذ ليس هو لا في العير ولا في النفير، وأن معارضته ليست نابعة من ذاته، وإنما قصد بها - وقد صرح بذلك أثناء زيارته لأمريكا - أن يلفت نظر السياسة الأمريكية إليها لعلها تعمل على مد أجله في الوزارة، وقد خيب الله أمله، فخرج من الوزارة - غير مأسوف عليه - إلى الشارع في أول تعديل للوزارة، وبدلا من أن كان صفرا على الشمال وزيرا، أصبح مجموعة من الأصفار على الشمال وزيرا سابقا.
والمثال الآخر: وزير للتعليم العالي في دولة إفريقية مسلمة باعتبار شعبها ٩٩% من السكان لا باعتبار نظامها الحاكم المتأرجح بين أمريكا وروسيا، والمتزلف أحيانا إلى العالمين العربي والإسلامي، هذا الوزير صرح في اجتماع للشباب، هاجم فيه الإسلام هجوما عنيفا، وحضر الاجتماع مع الوزير رئيس منظمة الشباب، ورئيس المخابرات، وجاء على ألسنتهم - التي سوف تقرض بمقاريض من حديد، لا تشفع فيه أمريكا ولا روسيا - الإسلام من مخلفات القرون الوسطى، وأنه لا يصلح لهذا الزمان الذي تقدمت فيه التكنولوجيا، وتساءلوا: كيف تستقيم الأحكام الإسلامية التي تقلع العيون، وتقطع الأيدي، وتقتل الأحياء بالحجارة مع هذا العصر المتمدن المتطور؟.
ومسكين مثل هذا الوزير التافه، ونقول إنه أتفه من أن يوصف بالتفاهة، لأننا حملة أقلام مسلمة، ولسنا أنظمة حاكمة تجامل على حساب الإسلام، هذه الأنظمة التي لا تقيم وزنا لكتاب الله تعالى: