[٣٣] كان السلطان سليم (١٥١٢-١٥٢٠) من عباقرة الحكام، وقد أراد تعريب المملكة العثمانية كلها، واستبدال اللغة العربية باللغة التركية وغيرها من اللغات المعروفة في تلك المملكة، وأحسب أنه لو طال حكمه لنفذ فكرته هذه، لأنه كان في توقد ذهنه، ومضاء عزمه شيئا عجبا، يضاف إلى ذلك أنه كان شاعرا بالعربية، ولما دخل سورية ومر في حماة نزل في دار آل الكيلاني، وقد أطربه مناخ حماة، وأعجبه ما كان عليه الكيلانيون من الوهاجة والكرم، فانطلق لسانه بهذين البيتين:
أرى من دونه السبع الطباقا
بني كيلان هنئتم بعيش
كشرف بالجوار حلا وراقا
أطاع لديكم العاصي ولما
والعاصي هو النهر المعروف الذي يمر في حماه، وفي ذلك تورية لطيفة..