للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيها المسلمون إني أدعوكم جميعا إلى مراقبة الله الذي يعلم ما تسرون وما تعلنون, بأن تسندوا كل وظيفة كبرت أم صغرت إلى من يستحقها, ولو كنتم غير راضين عنه لأغراض شخصية, ولا تولوا من لا يستحق الولاية ولو كان أقرب قريب, فإن الله تعالى يقول: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} , ويقول: {الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ} , فقرابة القريب وصداقة الصديق الذين تحابونه لقرابته أو صداقته لا تنفعكم شيئا, بل قد تكون سببا لفشلكم في الدنيا, وعذابكم في الآخرة, والآجال النافع الباقي خير من العاجل الضار الفاني. وليعلم كل مسئول ولى من لا يستحق الولاية وهو يعرف أن غيره أحق منه أنه خائن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولعباده, وأنّ حبه لشهوات نفسه تغلب على حبه لله ولرسوله, فإن اختيار الأصلح اللاحق من محبوبات الله ورسوله, واختيار الأسوأ مما يبغضه الله ورسوله, وتارك الأول قد ترك ما يحب الله, ومختار الثاني قد اختار ما يبغض الله, وهذا يدل على خبث النية, وسوء القصد, نسأل العافية.

وليكن الختام بهذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .

كل شعب قام يبني نهضة

وأرى بنيانكم منقسما

في قديم الدهر كنتم أمة

لهف نفسي كيف صرتم أمما

كل من أنكر ذاتيته

فهو أولى الناس طرا بالفناء

لن يرى في الدهر قوميته

كل من قلد عيش الغرباء

إقبال