وبعد يومين أو ثلاثة قررت أن ألبي رغبة فضيلة نائب رئيس الجامعة ورغبتي معا. وكان فضيلة الدكتور أحمد الأحمد مرشحاً لنفس المهمة وأنا شديد الرغبة في أن يوافق كما وافقت، ولكنه اعتذر لظروف خاصة.
وعندئذ ألححت على فضيلة نائب الرئيس في أن يرشح شخصا آخر يجيد اللغة الإنجليزية، إذ من الصعب على مثلي وأنا لا أقدر على التفاهم مع القوم أن أسافر وحدي لما أتصوره من صعوبة العيش في المأكل والمشرب والمسكن دون تفاهم مع الناس، لا سيما مع علمي بأن أغلب مأكولهم ومشروبهم لا يخلو من حرام عليّ في ديني. فقال لي فضيلته رشح من ترى، فرشحت الأخ الدكتور محمد بيلو أحمد أبو بكر السوداني أحد مدرسي كلية اللغة العربية لأنه قام بتدريس اللغة الإنجليزية لطلبة السنة الأولى في الكلية [١] عندما تعذر الحصول على مدرس آخر، لأنه لابد أن يكون في مقدوره التفاهم مع الناس ولو بصعوبة فوجود شيء خير من لا شيء. وافق فضيلة نائب رئيس الجامعة على الترشيح وطلب مني أن أبلغ فضيلة الدكتور بذلك فبلغته فطلب مني إمهاله ليفكر في أمره، فإذا سنحت له ظروفه فإنه لا مانع عنده. فقلت له لا بأس ولكن أرجو أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن للحاجة إلى أخذ تأشيرات دخول من الدول التي نريد السفر إليها من قبل سفاراتها والوقت قد اقترب.
يوم السفر في مطار المدينة:
وفي اليوم التالي جاء الدكتور بجوازه موافقاً على السفر وبدأ كل منا يستعد لذلك.