وعلى ضوء هذه السطور المقدسة، بل على نارها المحرقة أكلت حقوق العرب وتواصى الأوربيون والأمريكيون باجتياحها.
ثم جاء اليهود في الوقت المناسب ليتسلموا أرض الميعاد التي حدثتهم كتبهم عنها، وباشروا حرب الإبادة التي لابد منها ليسود جنسهم وتقوم مملكتهم!!
وقد كانوا في إقبالهم من شتى القارات إلى فلسطين معبئين بشعور ديني عارم تعمل من ورائه هذه النصوص، كما أنهم في بنائهم دولة إسرائيل ومقاتلتهم العرب أصحاب الأرض كانوا مفعمين بهذه العاطفة الدينة المتركزة على كلمات التوراة والتلمود وإصحاحات العهد القديم.
إننا معشر المسلمين نؤمن بموسى وتوراته أما ما دونه جامعوا العهد القديم ونسبوه إلى الله فأمر آخر يتجاوز فيه الحق والباطل والجد والهزل!!
ونحن نجزم بأن الله لعن بني إسرائيل لعصيانهم وعدوانهم، ونستفيد هذه الحقيقة من كتابنا الوثيق قبل استفادتها من أي شيء آخر فهل تغير من خلائق اليهود ما استحقوا من أجله اللعن؟
لقد مرت آلاف السنين على هذا الشعب المطارد، قاتل الأنبياء المتمرد على وحي السماء!
وبعث الله عيسى إليهم فكذبوه وحاولوا قتله وبعث إليهم محمداً من بعده فكذبوه وحاولوا قتله.
وتتابعت الأعصار وهم حيث حلوا في أرض الله نماذج للأثرة والقسوة وأكل الربا وإشاعة الخنا بيد أن كاتب العد القديم وَعَد اليهود بأنهم سيعودون إلى فلسطين التي نفوا منها وتوارث القوم هذا الأمل، وأحسوا كأن هذا القطر إرث لابد أن يؤول إليهم، وأن غيرهم طارئ عليه يجب أن يزول، وعلى هذا الأساس عومل العرب وعولج وجودهم التاريخي والديني!