وعلى هذا فإن المقصود بفلسفة التربية هو الإطار الذي يحرك العمل التربوي بوسائل مختلفة ولأهداف معينة فمن فلسفة التربية الإسلامية أن تعمل التربية لتحقيق الهدف من وجود الإنسان على الأرض وهو عبادة الله وتزكية النفوس وجعل مستوى العبادة في مستوى الإستحقاق إلى جانب تحقيق معنى الأخوة والمودة والمحبة بين المسلمين والعمل على تكوين أجيال مؤمنة بالله متمسكة بقيم الإسلام وتعاليمه مسايرة لروح العصر صامدة للتحديات التي تواجه المجتمعات، ولأن التربية الإسلامية تربية مستمرة في حياة الإنسان فإنها تعتبر التعليم حقاً وواجباً في حياة الإنسان يأخذ منه ما يستطيع دون قيد إلا قيد القدرات والإمكانيات.
وهي تعتبر التعليم استثماراً إنسانياً واقتصادياً واجتماعيًا مرتبطاً بحركة المجتمع وموجهاً للموارد البشرية عن طريق تكوين وتدريب الكفايات القيادية والفنية والفكرية في مختلف الميادين، كما أنها تعمل على إيجاد الإنسان المسلم المتكامل الذي يجمع بجانب قدرته الفنية التزامه الإسلامي داخل مجتمعه الذي يقوم على أخوة الإسلام ويرفض النزعات العنصرية والقومية والقبلية واللغوية والإقليمية والذي يعزز ويربط الأمة بتراثها الثقافي الإسلامي أولا ثم العالمي حتى يمكن لجيل الإسلام أن يتفاعل مع الثقافات العالمية ويتمكن من القيام بواجب تبليغ الدعوة وحمل الرسالة، والتربية الإسلامية تعمل إلى جعل التربية أداة التغيير والتطور ومواجهة تحديات الواقع المختلف {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُون قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ}[١] .