للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالتربية الإسلامية تعمل لبناء الإنسان الذي يرفض الجمود والتخلف في أي شكل من أشكاله والإسلام يجعل التربية أوسع معنى وأشمل مدلولاً لأنه نتيجة التربية وأثرها. ولأن التربية تشمل الإنسان كله عقله ونفسيته وروحه وجسده وأفكاره وسلوكه وتفكيره ومفاهيمه وهي لا تكون في المدرسة فحسب بل في المسجد والشارع والنادي ووسائل الإعلام المختلفة - إنها تشمل الإنسان كله والحياة كلها.

أما التعليم فهو جزء من التربية ونوع من أنواعها ولم يعد التعليم كما كان في الماضي وسيلة تلقين للمعلومات والأفكار وحفظهما وترديدها بل أصبح وسيلة من وسائل التربية في تكيف الإنسان مع الواقع المراد له والموجه إليه، فالإسلام يهتم بالتعليم باعتباره وسيلة من وسائل التربية في تحقيق أهدافها وحمل محتواها. فحق لكل مسلم أن يتربى ويتعلم قدر استطاعته وفي حدود إمكانياته فالأمم ترقى بالعلم وتسمو بالمعرفة وتتهذب بالتربية لأنها وسيلة الأخلاق القويمة والتدين الصحيح وبالتربية تدبر الأمة أمور معائشها وتنظم حياتها ويشعر أفرادها بأنفسهم ويدركوا واجبهم ويحسنوا عبادة ربهم، ومن هنا كان واجب الدولة المسلمة في تربية رعاياها وتأهيل أفرادها وإعداد الوسائل الميسرة للتربية حتى يكونوا أفراداً صالحين مؤمنين مؤهلين لمهمات الخلافة وحمل الأمانة. ويتساءل البعض: لماذا لم نجد في العلوم الإسلامية القديمة علماً يسمى علم التربية؟ .