للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن مئات الملايين من مسلمي العالم اليوم، في كل القارات تقريبا، يتلفتون في كل الاتجاهات بحثا عن الجهة التي يمكنهم أن يشعروا بالانتماء إليها، ثم يولون وجههم شطر المملكة العربية السعودية، وكلهم ثقة أن هذه الأرض التي شهدت تفجر النور الإسلامي لابد أن تظل تحتضنه وترعاه، ولا تتخلى عنه قيد شعرة، وإنه لواجب مقدس أن تنهض هذه المملكة بالذات ـ وتتصدى لنشر الدعوة الإسلامية واللغة العربية في كل مكان ـ هذا دورها وتلك رسالتها التي قدّر لها أن تنهض بها بحكم قيادتها للعالم الإسلامي.

فلهذه الأسباب وغيرها آثرت أن أكتب لكم هذه الرسالة بدماء قلبي، لأن ما شاهدته وعانيته وأنا أدعو إلى الإسلام في قارة إفريقية وكل مشاكل المسلمين فيها متشابهة يجعل أي غيور على الإسلام ينتفض غضبا لما يراه ويسمعه، وسأنقل إليكم الآن بعض ما يهمكم أن تعرفوه بحكم منصبكم الجديد، وبحكم رسالتكم في هذا العالم، وبحكم ما تقتضيه الأخوة الإسلامية من واجب الرعاية والحماية والنصح والإرشاد.

أولا: مشكلات الدعاة..

يا صاحب السمو الملكي..

إن من أكبر معوقات النجاح بالنسبة للدعاة في الخارج اختلاف الجهات التي تبتعث الدعاة، وبالتالي اختلاف المستويات الاقتصادية بينهم، ولكي أزيد الأمر وضوحا أقول:

إن هناك حاجة ماسة لتجميع الجهات التي تتولى إرسال الدعاة في هيئة إسلامية دولية واحدة، وليس ذلك بعسير على الإطلاق ما دامت النية الصادقة معقودة على خدمة الدعوة الإسلامية والعمل على نشرها بشتى الوسائل، انظروا بارك الله فيكم كيف يتم إرسال عدد من الدعاة إلى منطقة واحدة من عدة منظمات إسلامية مثل:

أ- دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية.

ب- إدارة البعثات بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بمصر.

ج- هيئة الدعوة الإسلامية بالجمهورية العربية الليبية.