وقد افتتحت محطة الإذاعة بالمملكة العربية السعودية بكلمة للملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ ألقاها نيابة عنه نائب الملك في المنطقة الغربية الأمير فيصل بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ في يوم الوقفة بعرفات ٩ذي الحجة ١٣٦٨هـ في تمام الساعة الواحدة بالتوقيت الغروبي ومما ورد في تلك الكلمة الافتتاحية: "الحمد لله الذي جعل هذا البيت الحرام مثابة وأمنا، كما أحمده وأشكره والشكر من نعمائه أن يسر للناس حج بيته العتيق، وجعل قلوبهم تهفو إليه ليشهدوا منافع لهم، وتتألف قلوبهم بذكر الله في هذه البقاع الطاهرة التي كانت منزلاً للوحي لهدى الناس أجمعين،وأصلى واسلم على رسول الله الذي بعثه بالهدى ودين الحق، ....وبعد فإنه ليسرنا أن نخاطب إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من هذا البيت الحرام،في هذا اليوم المبارك ونتناصح ونتواصى بالبر والتقوى وندعو الجميع للتمسك بكتاب الله،وإخلاص العبادة له وحده كما أمرنا ربنا {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ...
وقد أنشئت مباني محطة الإذاعة في مدينة جدة، وهي تضاهي أحسن المحطات العالمية، وبإنشائها تهيأ للمواطن الاستماع إلى ما يلقى ويبث من آي الذكر الحكيم والنصائح الدينية، وإلى ما يدعو إلى تهذيب النفوس، والثقافة العامة من دروس وخطب ومحاضرات حسب المناهج المقررة لتلك الإذاعة.
وتم تكليف وزارة المالية بالإنفاق على شئون هذه المحطة الإذاعية وفق المخصصات التي رصدت لتمويل المحطة للقيام بالمهام الموكلة إليها.
ونظراً لتوسع الخدمات الإذاعية فيما بعد، تم إنشاء محطة إذاعية ثانية في مكة المكرمة، تفضل بافتتاحها الأمير فيصل بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ نيابة عن والده الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وذلك بتاريخ ١محرم ١٣٧١هـ.
ولما اتسعت أعمال الإذاعة، وزادت أهمية وسائل الإعلام، اقتضت المصلحة إنشاء (وزارة الإعلام) ، ومقرها مدينة الرياض في سنة ١٣٨٢هـ.