وقد شمل هذا الاهتمام من الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ بتأمين المياه الصالحة للشرب للمواطنين مواضع أخرى من البلاد السعودية في الحاضرة والبادية، ففي الرياض على سبيل المثال أصدر الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أوامره في سنة ١٣٧١هـ بإجراء الماء من ضواحي مدينة الرياض على بعد ٢٠كم، وإيصاله إليها، وأمر بحفر الآبار الإضافية، ووضعت المضخات الحديثة لدفع المياه إلى العاصمة السعودية.
وفي مدينة جدة ما أن علم الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بشدة معاناة المواطنين من قلة المياه، حتى أصدر أوامره في سنة ١٣٦٥هـ بتأمين المياه من عيون مرّ الظهران المعروف حاليا (بوادي فاطمة) من خلال الأنابيب المخصصة لنقل المياه، وتم صرف تعويض مالي لأصحاب المياه عوضا لهم عما يؤخذ من مياه ينابيعهم، وبهذا العمل الجليل أصبح يصل مدينة جده في كل يوم (٦٠٥ ألف جالون) ، وأنفق على هذا المشروع ما يقارب (٦ ملايين ريال) وسمى بـ (العين العزيزية) نسبة إلى الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ واعترافا بما قام به من أجل تأمين المياه مع شدة الحاجة إليها، وقد وجدت بقية مناطق المملكة هذا الاهتمام من قبل الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ، فكانت المشاريع الخاصة بكل مدينة.
وأما البوادي ففي كثير من أنحاء البادية الجرداء أعان الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ على الإكثار من حفر الآبار الارتوازية، وتأمين الآلات الحديثة، وتوجيه رجال المالية بالحكومة السعودية بتقسيط أثمانها تيسيراً على المواطنين والمزارعين، فانتشرت هذه الآبار في المدن والقرى والبوادي، لقد عمل الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ ما استطاع من جهد ومال لتوفير المياه للمواطنين في أرجاء مملكته الصحراوية في أكثر أجزائها.