للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

... قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (١) ... والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، وأهل بيعة الرضوان كلهم منهم (٢) ، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة.

وقيل: إن السابقين الأولين من صلى إلى القبلتين، وهذا ضعيف، فإن الصلاة إلى القبلة المنسوخة ليس بمجرده فضيلة؛ لأن النسخ ليس من فعلهم، ولم يدل على التفضيل به دليل شرعي، كما دل على التفضيل بالسبق إلى الإنفاق والجهاد والمبايعة التي كانت تحت الشجرة (٣) .


(١) سورة التوبة، الآية: ١٠٠.
(٢) ما قال المؤلف قوي جداً؛ لأنه قد جمع بين الأقوال المشهورة التي جاءت عن المتقدمين، وهي: ١- من أدرك بيعة الرضوان ٢- أهل بدر ٣- من صلى القبلتين. انظر جامع البيان (١٤/٤٣٥، ٤٣٦) ، وتفسير ابن أبي حاتم (٦/١٨٦٨) ، ومعاني القرآن الكريم (٣/٢٤٧، ٢٤٨) ، وتفسير القرآن للسمعاني (٢/٣٤١، ٣٤٢) . وقد قال الشوكاني بعد أن ذكر الأقوال الثلاثة: ولا مانع من حمل الآية على هذه الأصناف كلها. فتح القدير (٢/٤١٦) ، وتابعه على ذلك الهندي في فتح البيان (٤/١٨٦) . قلت: هو معنى كلام المؤلف.
(٣) شرح العقيدة الطحاوية، ص (٦٨٩، ٦٩٠، ٦٩٢) .