للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما يؤكد تمسكه بالجانب الديني في أقواله، والتزامه بالإسلام وتعاليمه، قوله: "أما نحن فلا عز لنا إلا بالإسلام، ولا سلاح لنا إلا التمسك به، وإذا حافظنا عليه حافظنا على عزنا وسلاحنا".

ويقول: "ليس لهذا الملك وعظمته عندي من قيمة، وإنما الذي أحبه وأريده هو رضا الله تعالى".

ويروي بعض من ترجم للملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ أنه شوهد وهو يتعلق بأستار الكعبة ويدعو الله قائلاً: "اللهم إن كان هذا فيه مصلحة للمسلمين فأبقه لي ولأولادي من بعدي، وإن كان فيه شر للمسلمين فانزعه مني ومن أولادي من بعدي".

ولاشك أن هذا المنطق العظيم لا يصدر إلا عن شخصية إسلامية عظيمة، عمر قلبه بالإيمان والتقى والورع والزهد.

ويقول في موضع آخر: "أنا مسالم ومدافع، أنا مسالم للناس وأحب النصيحة قبل كل شيء، لأن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".

وقد أعلن الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ مراراً على الملأ بأن دستور المملكة العربية السعودية هو تنفيذ ما جاء في الكتاب والسنة، وحرص بنفسه على الوقوف والمتابعة لتنفيذ هذه الأسس، وأقسم على الإخلاص لهذا المبدأ قائلاً: "اللهم إنك تعلم أني أحب من تحب، وأبغض من أبغضت، اللهم إن كنت تعلم أن ما سأقسم عليه اليمين هو عقيدتي التي أعتقد أن تؤيدني وتنصرني، وإن كنت تعلم أن ما أقسم عليه مخالف لما أعتقد، أن تكفي المسلمين سوء هذا العمل".

ومما يؤكد اهتمامه برعيته المبني على إيمانه بالله وتقواه لربه ـ جلّ شأنه ـ قوله: "إنني خادم في هذه البلاد العربية لنصرة هذا الدين، وخادم للرعية، إن الملك لله وحده، وما نحن إلا خدم لرعايانا، فإذا لم ننصف ضعيفهم، ونأخذ على يد ظالمهم، وننصح لهم، ونسهر على مصالحهم، فنكون قد خُنَّا الأمانة المودعة إلينا".

"إننا لا تهمنا الأسماء ولا الألقاب، وإنما يهمنا القيام بحق الواجب لكلمة التوحيد، والنظر في الأمور التي توفر الراحة والاطمئنان لرعايانا".