وهكذا يوفق الدكتور البنا إلى معرفة صاحب الكتاب وهو خطّاب، ولكنه يلتبس عليه ضبط اسم الكتاب، فلا يقنعه أن يتردد كثيراً باسم "الترشيح "، بل يجزم بأنه "التوشيح"بالواو لا بالراء، اعتمادا على ما ذكره صاحب كشف الظنون الذي لا يخلو من أوهام كثيرة.
والدكتور عياد الثبيتي في رسالته عن ابن الطراوة، يرجّح أيضاً أن مصنف الكتاب المذكور هو خطّاب، ولكنه يرى أن عنوانه محرف عن "التوشيح"وهو يذكر أنه رجع إلى شرح كتاب سيبويه للصفّار فوجده يذكر "الترشيح"مرتين، ثم يقول الدكتور عياد:"فالمتبادر إلى الذهن هو أن هذا كتاب ابن الطراوة، ولكن الراجح أن هذا المنقول منه هو كتاب التوشيح لخطّاب المارديّ وقد نقل عنه أبوحيان كثيرا في التذييل والتكميل وفي ارتشاف الضرب وفي التذكرة، كما نقل عنه السيوطي في الهمع وفي الأشباه والنظائر، ويصيبه التحريف في كثير من المواضع فيكتب بالراء، فيشتبه بكتاب ابن الطراوة ... "[٦٩] .
ولا أدري لماذا يجعل الدكتور عياد وجود التحريف في المصادر الكثيرة التي تكتبه بالراء، ولا يجعل التحريف في المصادر القليلة التي كتبته بالواو، وما الذي يمنع أن يكون "الترشيح "لكل من خطّاب وابن الطراوة!
وفي شرح أبيات مغنى اللبيب ورد كتاب الترشيح مرتين، جاء في المرة الأولى "وذكر صاحب الترشيح"[٧٠] . فعلق المحققان عليه في الحاشية بقولهما:"الترشيح في النحو لسليمان ابن محمد بن الطراوة المالقي المتوفى سنة ٥٢٨ هـ، وهو مختصر من المقدمات على كتاب سيبويه "وأحالا على كشف الظنون ١/ ٣٩٩.
وجاء في المرة الثانية:" ... نقله أبو حيان في تذكرته من كتاب الترشيح لخطّاب ... "[٧١] فعلّق المحققان عليه في الحاشية بقولهما: "الترشيح في النحو للأديب أبي بكر خطاب بن يوسف بن هلال المارديّ القرطبي النحوي المتوفى سنة ٤٥٠ هـ" وأحالا على إيضاح المكنون ١/٢٨١.