عرفنا أن كتاب الترشيح لخطّاب المارديّ كتاب كبير يقع في عدة أجزاء، عارض به كتاب دريود في شرحه لكتاب الكسائي، ومنه نقول كثيرة في كتب النحو، كما سيأتي.
وابن الطراوة [٦٤](المتوفى سنة ٥٢٨ هـ) له كتاب في النحو باسم "الترشيح"أيضاً.
وكتاب الترشيح لابن الطراوة كتاب صغير، وصفه ابن عبد الملك المراكشي فقال:"وله مجموع في النحو مختصر، سماه "الترشيح "يكون على قدر النصف من جمل الزجاجي "[٦٥] .
ويقول عنه الدكتور عياد الثبيتي:"إنه مقدمة صغيرة في النحو"[٦٦] . ثم يقول:"وهذا الكتاب مما لم أجد له ذكرا في الكتب النحوية التي اطلعت عليها، ولا أعلم عنه شيئاً".
وينبه الدكتور عياد على وهم وقع في كشف الظنون يتعلق بوصف كتاب الترشيح لابن الطراوة [٦٧] ، حيث جاء في كشف الظنون "وهو مختصر من المقدمات على كتاب سيبويه"فيبين الدكتور عياد أن هذا الوهم في كشف الظنون أوقعه فيه قول السيوطي عن ابن الطراوة: "وألف الترشيح وهو مختصر، المقدمات على كتاب سيبويه", فقوله "المقدمات على كتاب سيبويه"كتاب آخر لابن الطراوة غير الترشيح.
وهذا ملحظ جيد من الدكتور عياد، لم أجد أحداً نبه عليه.
وعلى الرغم من هذه الفروق بين كتاب الترشيح لخطّاب وكتاب الترشيح لابن الطراوة فقد وقع لبس في عنوان كتاب خطّاب من جهة، ووقع خلط بينه وبين كتاب الترشيح لابن الطراوة عند بعض الباحثين من جهة أخرى.
فالدكتور محمد البنا وهو يتحدث عن مصنفات ابن الطراوة، يذكر منها كتاب الترشيح، ويقول:"وهو مفقود ... ولم يُحل عليه ابن الطراوة في الإفصاح". ثم يقول الدكتور البنا:"وإن من يقرأ الارتشاف لأبي حيان يرى اسم "الترشيح"يتردد كثيرا، وقد يظن أن هذا هو الكتاب الذي نحن بسبيله، وقد وقعنا في هذا الظن فترة، ثم تبين لنا أنه "التوشيح "بالواو لا بالراء، وأن صاحبه هو أبو بكر خطّاب بن يوسف بن هلال الماردي [٦٨] .