فأما تسميته "التوشيح"فذلك وهم أو تحريف بلا شك. ومما يقطع بذلك نصّ صريح جاء في التصريح للشيخ خالد الأزهري، عند قول ابن هشام في إحدى المسائل " ... خلافا لصاحب الترشيح "قال الشيخ خالد "بالراء، وهو خطاب الماردي" [٥٣] .
وقد ورد بلفظ "الترشيح"في المصادر التالية: إشارة التعيين، وفي البلغة، وفي بغية الوعاة، وفي إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، وفي هدية العارفين، وفي معجم المؤلفين.
وورد بلفظ "الترشيح"أيضاً في كتب النحو التالية:
- في ارتشاف الضرب - في نحو ثلاثين موضعاً.
- في أوضح المسالك لابن هشام [٥٤] ، وفي التصريح على التوضيح [٥٥] .
وفي حاشية يس على التصريح [٥٦] ، وفي الأشموني وحاشية الصبان [٥٧] .
وفي الأشباه والنظائر للسيوطي [٥٨] ، وفي خزانة الأدب للبغدادي [٥٩] . وفي شرح أبيات مغني اللبيب [٦٠] للبغدادي.
وقد اضطرب محقق كتاب همع الهوامع للسيوطي في ضبط اسم الكتاب فجاء في الجزء الأول منه: قال خطّاب في الترشيح [٦١] ، وعلق عليه في الحاشية بقوله: في نسخة أ "التوشيح"بالواو تحريف.
وجاء في الجزء الثاني منه: خطاب بن يوسف المارديّ صاحب "التوشيح" [٦٢] ، وعلّق عليه في الحاشية بقوله: في البغية والأشموني "الترشيح"بالراء تحريف، صوابه من النسخ الثلاث وكشف الظنون.
وهكذا اختلف حكم المحقق في اسم الكتاب فقال: "التوشيح"تحريف، ثم قال في الموضع الثاني: " الترشيح"تحريف.
وجاء في الجزء الخامس من الهمع أيضاً: خطّاب في الترشيح [٦٣] .
أقول: والصحيح أنه "الترشيح". فأما تسميته "التوشيح"فهو تحريف وقع في فهرسة ابن خير، ووهم من أوهام كشف الظنون.
وكتاب كشف الظنون على الرغم من غزارة مادته، لا يمكن الاطمئنان إلى كل ما ورد فيه، فقد وقعت فيه أوهام كثيرة بحاجة إلى توقف ونظر.
بين الترشيح لخطّاب والترشيح لابن الطراوة: