للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ذهب إلى النساء فوصاهن، ثم عاد فنادى، يا معشر أهل الإسلام حضر ما ترون، هذا رسول الله والجنة أمامكم، والشيطان والنار خلفكم، ورجع إلى موقفه في الصف حيث كان.

وقام أبو هريرة بعد أبي سفيان فقال: سارعوا إلى الحور العين وجوار ربكم -عز وجل- في جنات النعيم، ما أنتم إلى ربكم في موطن بأحب إليه منكم في مثل هذا الموطن، ألا وإن للصابرين فضلهم [١٤] .

خالد يأمر بالهجوم:

سمع المسلمون هذه الكلمات فوقعت من نفوسهم موقعاً أنساهم قلتهم وكثرة عدوهم، وتطلعت قلوبهم إلى ما عند الله، وهبت عليهم من خلالها نسائم الجنة فاشتاقوا إليها، ولمح خالد في الجنود حماساً لم يره من قبل، ورأى حبهم للجهاد على النحو الذي كان يتطلع إليه منذ قدم إلى اليرموك، وتأكد أن المسلمين قد تأهبوا للمعركة بكل إمكاناتهم، فانتهز الفرصة، وأمر عكرمة والقعقاع أن ينشبا القتال، فبرز القعقاع وهو يرتجز:

يا ليتى ألقاك في الطراد

قبل اعترام الجحفل الورَّاد

وأنت في حلبتك الوارد

وتبعه عكرمة وهو يقول:

قد علم بهكنة الجواري

أني على مكرمة أحامي

ونشبت المعركة حامية الوطيس، مستعرة الأوار، السيوف تخطف الأرواح، وتزيل الهام، وتفري الأجسام.

خالد يستقبل بريد الخليفة:

وبينما المسلمون كذلك إذ أقبل البريد من المدينة مسرعاً يتخطى الناس، ويسأل عن خالد، والناس وراءه يتبعونه ليستطلعوا منه أخبار المدينة، يبشرهم بالخير، ويخبرهم عن الأمداد.

ولما بلغ البريد خالداً سلمه الكتاب، وأخبره بوفاة أبي بكر، أسر إليه يه، وأخبره بما أخبر به الجند، فسر خالد في حسن تصرف البريد وقال له: أحسنت، ووضع الكتاب في كنانته حتى لا يتطلع أحد على ما فيه فيجزع الجند، وينتشر الأمر.

إسلام قائد من قواد الروم: