للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

* دعني يا صاحبي أحكي لك قصة طريفة تحدث لي كل يوم ولا تشعر بها. بالطبع أنت تتناول من الحمضيات الكثير، وقد تتناول طعاماً أو دواء، وربما أعددت أدوية متعددة، بعضها قبل الأكل وبعضها أثناءه وبعضها بعد الأكل. لا بأس بذلك يا عزيزي ما دام الأمر يدعو إلى ذلك، ولكن قد يتسبب كل ما سبق في انفكاك ذرات الهدروجين وتتسرب إلى خلاياي وأغشيتي وفي هذا هلاكي، ولكن ربك منحني القدرة على استدعاء بعض الدهون المحتجزة في أماكنها لتقوم بأخطر عملية ذرية لم تستطع أنت ولا إخوانك العلماء محاكاتها في المختبرات، إنني أقوم بتصنيع مواد كيماوية أخرى تدخل في تركيبها الدهون مع ذرات الهدروجين مع مواد أخرى، وأحولها إلى مواد فيها سلام وشفاء لك من كل سوء، أقول لك إني أقوم بذلك عن طيب خاطر، طالما أنك لم ترسل إلي من الكحولات ما يعطلني عن أداء مهمتي وأعمالي.

* وتعال معي أحكي لك أيضا عن قصة الحلوى والسكريات بل والنشويات التي تتناولها.

ما من شك أن جسمك يحتاج دائماً إلى المواد السكرية، في كل دقيقة بل في كل ثانية، ولكنك لا تعرف بالضبط الكمية التي تحتاجها، والكمية التي يجب أن تظل في دمك ولا تقل أو تزيد عنها!. أنا كبدك أقوم في صمت شديد بمراقبة ما تتناول من السكريات والنشويات، وحينما يصلني فإني أتولى بنفسي تحويلها إلى مادة أخرى اسمها "الجليكوجين"، وأختزنها في مكانها المخصص لها عندي.

فإذا كنت في عجلة من أمرك، أو كنت تجري، أو تصعد السلم في منزلك فإنك ولا شك تحتاج إلى طاقة. فأقوم في الحال بتحويل الجليكوجين إلى سكريات أحادية أرسلها إلى دمك بحساب دقيق، ويقوم أخي البنكرياس بإفراز مادة الأنسولين وهذه تتسبب في حرق السكريات وتحويلها إلى طاقة تحتاجها أنت. كل هذا يتم في ثوان قليلة وكما قلت لك بحساب دقيق وبتعاون تام بين أجزاء جسمك المختلفة، لو كانت كلها دون خلل.