فإذا تناولت يا صاحبي المسكرات أو المخدرات فماذا يحدث في هذا المختبر الذي ينظمه خالقك وخالقي؟ إن الأمور تختلط علي، ويضيع جزء من مجهوداتي في محاولاتي احتجاز أكبر قدر من هذه السموم حتى لا تصل إلى دمك، ولكن هذه المسكرات، يصل جزء كبير منها إلى الدم قبل أن تمر على كبدك، ويصلني جزء كبير يمنعني عن تنظيم كمية السكريات في دمك، فلا أقوى على تحويل أو اختزان الزائد منها، وبذلك تزداد فرصة إصابتك بمرض السكري، وخصوصاً إذا لم يستطع أخي البنكرياس بدوره أن يساهم في حرق السكريات الزائدة.
* ومما لاشك فيه أن صاحبي ينمو جسمه كل يوم، فتتجدد خلاياه وتتغير تلك الخلايا التي تتلف، ودوري هنا أني أقوم بتصنيع ما تتناوله من بروتينات وتحويلها إلى مواد تدخل في بناء خلايا جسمك فأساعدك على تجديد حيويتك ونشاطك بإذن الله.
* هل تعلم يا صاحبي أني أختزن مركبات الحديد والنحاس وغيرها بين ثنايا كبدك؟
إنني أستخدم هذه المواد في صنع كريات الدم الحمراء عندما تحتاج لمزيد من الدم بعد عملية جراحية أو بعد نزيف. نعم يا صاحبي: أنا أزودك في دقائق بما فقدته من دماء إذا كنت تحافظ علي وتتركني أعمل دون كحولات. فأنا أرد لك الجميل وأنا مرتاح البال.
* أنا يا صديقي لا أمُن عليك، فأنا منك وبك، ولكني أود أن أذكر لك أن من أهم وظائفي التي ألزمني الله بها، أني أنتج لك كل يوم ما يزيد على لتر ونصف من مادة الصفراء، وأرسلها إلى جهازك الهضمي لتساعده على هضم الدهون وكذلك الفيتامينات الذائبة فيها. ومن حسن حظي أن الطب قد اعترف أخيرا بأني لست مسئولا عن مرض الصفراء، ولكنها مسئوليتك أنت إذا لم تحافظ علي.