* والآن يا عزيزي، هل تعلم أنه إذا جرح أحيانا موضع بجسمك، فإن الأوامر تصدر إلي فوراً من المخ تقول لي، "يا كبد فلان، هناك نزيف في المكان الفلاني يتدفق منه الدم". وسرعان ما أفرز مادة خاصة من مئات المواد التي أصنعها واسمها "الفيبرينوجين"وأرسل بها عبر أوعيتك الدموية إلى مكان النزيف، بالإضافة إلى كيماويات أخرى، تتحدد مع بعضها ويساعدها الهواء، فتقوم بعملية سد الجرح في الحال وتمنع عنك الميكروبات أو التلوث أو الموت نزفاً.
* هناك يا صاحبي مئات الخدمات أقوم بها وأقدمها لك كل دقيقة إن حفظتني من السموم. ودعني أذكرك ببعضها وأدقَّها جميعا.
لا شك أنك لا تدري أني أقوم بإفراز مضادات حيوية طبيعية. فأرسلها إلى دمك لتهاجم الجراثيم والميكروبات وخلافة لتقضي عليها فوراً، ولا أتركها تتكاثر فتقضي علينا.
وأخيراً يا صديقي فأنت تشرب الشاي، والقهوة وتتناول العقاقير المسكنة أو العقاقير المنبهة أو المنشطة، أو الأدوية دون استشارة طبيب. ولكني أقوم في مختبراتي بمجهود ضخم، وبما منحني الله من قدرة على العمل، أحول دون تراكم هذه السموم في جسمك، وربما أحولها إلى مواد غير سامة وأرسلها فوراً إلى زميلتي، كِلْيتَك، فتقوم هاتان الكليتان بالتخلص من هذه المواد الزائدة أو الضارة.
وبعد يا صاحبي. هذا قليل من كثير مما أقدمه لك. ومازلت أقدم لك الكثير. وحتى لو اقتطع الجراح جزءاً مني، فأنا كبدك أخفف عنك ما تكابد. وسوف أقدم لك خدماتي كاملة لأني أُضاعف من جهدي بما يتبقى سليماً مني.
وتعال يا صاحبي نتفق سوياً، ونعقد معا معاهدة صداقة وعدم اعتداءٍ.