فإذا لم تكن أكذوبة المدنية الحديثة قد أغرتك بتناول الخمور، وإذا لم يكن أقران السوء قد مهدوا لك طريق الانغماس في تعاطي الكحولات، وإذا كنت قوي الإرادة، متمسكاً بفضائل دينك، فإني أشكرك من كل "كبدي"وأعاهدك أن أظل وفياً مخلصاً مادمت قد ابتعدت عن طريق الإثم الكبير، ولكن!.. قد يهمس شرير في أذنك، أن قليلا من الخمر يصلح المعدة، أو أن الكحول يزيل الآلام، وينسيك الهموم، ولكني أقول لك بأمانة أن الكحول مخدر وقتي أي أن مفعوله مؤقت وقد يسكن الألم إلى حين، ولكنه يعاودك أشد ألماً، بالإضافة إلى ما تتركه المسكرات من آثار تتراكم على مر السنين وتسبب لي التليّف والتوقف.
ورجائي لك إن كنت ممن يتعاطون المسكرات أو المخدرات، أن تتوقف قبل ف٥وات الأوان، ولا تيأس من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا، وأعدك، رغم ما سببته لي من تعطيل وآلام، أن أضاعف جهدي، وأبذل أقصى طاقتي لخدمتك، وأن أستخدم ما تبقى مني دون تليَّف. بفعل الخير. أستخدمه بأقصى كفاءة لأعوضك ما فاتك من خدمات جسمانية. وأن أحاول بعون الله أن أخلصك من آثار أم الخبائث مادمت على عهدك محافظاً، وعن الخمور والمحرمات مبتعداً.
بارك الله لك في عقلك، حتى تقرأ وتصدق وتتعظ، وجعلك الله "ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه".
صديقك المخلص كبدك
السم المرخص بتداوله في العالم..!
إن الكحول هو السم الوحيد بتداوله على نطاق واسع في العالم كله، ويجده تحت يده كل من يريد أن يهرب من مشاكله ولذا يتناوله بكثرة كل مضطربي الشخصية، ويؤدي هو إلى اضطراب الشخصية، ومرضها. أما الجرعة الواحدة من الكحول قد تسبب التسمم وتؤدي: إما إلى الهيجان. وقد تؤدي إلى الغيبوبة. أما شاربو الخمر المزمنون فيتعرضون للتحلل الأخلاقي الكامل مع الجنون.