أخيه بركيارق حروب وخطوب وكان مؤيد الملك بن نظام الملك هو الذي سوّل له قتل زبيدة أم بركيارق أخيه سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وتمكن السلطان محمد من السلطنة واستقرّ مؤيد الملك في الوزارة، وقتل - كما سنذكره - بسببها (١) ومات بركيارق فخمد اللهب وزال الشغب. قال: وفي المحرّم سنة خمس وتسعين وأربعمائة دخل السلطان محمد بغداد وجلس له الإمام المستظهر بالله وخلع عليه خلع السلطنة وبدا بالسلطان مرض طويل فقيل له: إنّ هذا من السحر وإنما سحرتك زوجتك خاتون. وأخذوا خاتمه وخنقوها فماتت، ومات السلطان في ساعة واحدة. وكانت وفاته بأصفهان ثاني عشرين ذي الحجّة سنة إحدى عشرة وخمسمائة. ومولده في ثامن شعبان سنة أربع وسبعين وأربعمائة.
[١٨١٣ - غياث الدين أبو جعفر محمد بن منصور بن سعيد الحلبي الخطيب.]
أنشد:
تعنو لهيبته القبائل والندى ... راض وغرب حسامه غضبان
يقري ويفري هام كل مكيدة ... فله الجفان الغر والأجفان
١٨١٤ - غياث الدين أبو طالب محمد بن نصر بن أبي الخير الطبسيّ القاضي.
كان من القضاة أبا وجدّا وخالا وعمّا وله في الحكم والقضاء اليد البيضاء وفي بحث العلوم والأدب الطريقة الغراء، أنشد:
سقى صوب العهاد عهود بيض ... تزرّ جيوبهنّ على الشموس
فهنّ على القلوب لدى التصابي ... أعزّ على القلوب من النفوس
١٨١٥ - غياث الدين أبو عمر محمد بن النفيس بن عمران الخراساني
(١) (مكتوب فوقها بقلم دقيق «زبيدة» يعني بسبب زبيدة).