والصحاري، وصنّف كتبا مفيدة في أصول الدّين وفروعه، وكانت وفاته في عاشر شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستّين وخمسمائة ودفن برواق مدرسته ليلا؛ ورأيت نسبه متصلا بالحسن بن عليّ بن أبي طالب، لكن الشيخ محيي الدّين لم يكن يعتدّ به، وكان يمنع أولاده من التلفّظ به، وفي ذلك يقول قاضي القضاة عماد الدّين نصر بن عبد الرزّاق:
نحن من أولاد خير الحسنين ... من به أصلح بين الفئتين
يشبه المختار في أعلاه إذ ... كان أدناه شبيها بالحسين
سرّ كتمان أبينا أصله ... انّه قال بأنّ الفقر زيني
٤٦٥٦ - محيي الدّين أبو الفضل عبد القادر بن محمّد بن الحسن الأكّاف
البغدادي المقرئ. (١)
كان من القرّاء والمحدّثين؛ سمع جماعة من المتأخّرين روى لنا عنه من مشايخنا الشيخ أبو الحسن عليّ بن الحسن الكردي قال: أنشدنا:
حالان لا تحسن الدنيا بغيرهما ... المال يثلم فيه الجود والولد
(١) التكملة للمنذري ٢٧٥١/ ٣، سير الأعلام ٢٥/ ٢٣، طبقات السبكي ١١٩/ ٥، تاريخ الاسلام: ٢٦٤، العقد المذهب لابن الملقن ٢٤٨، غاية النهاية ٣٩٨/ ١: ١٦٩٦، وتذكرة الحفاظ ص ١٤١٩. وهو مصري ومقرئ، وفي غالب المصادر منعوت بالمصري سوى هذا الكتاب وغاية النهاية، وما أكثر تشابه النسبتين واشتباههما في الكتب والنسخ، والأمر هنا سهل بعد ما نص المنذري أنه مصري الدار، ثمّ إنه يكني بأبي محمّد ويلقب بالشرف أو شرف الدّين ولد سنة ٥٥٣ وتوفي سنة ٦٣٤.