للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شابّا إلى قرطبة، فطلب العلم والأدب، وسمع الحديث، وكان قويّ النّفس وساعدته المقادير، وصار صاحب التدبير وتلقّب بالمنصور وأقام الهيبة فدانت له أقطار الأندلس كلّها، ولم يضطرب عليه شيء منها، وحجب هشاما المؤيّد، وكان له مجلس معروف في الأسبوع يجتمع فيه أهل العلوم، وكان ذا همّة وفيّة في الجهاد وغزا نيفا وخمس غزوة وفتح فتوحات كثيرة، وكان إذا انصرف من قتال العدوّ يأمر بأن ينفض غبار ثيابه وأن يجمع ويحتفظ به، فلمّا حضرته المنيّة أمر بما اجتمع من ذلك أن ينثر على كفنه إذا وضع في قبره، وتوفي في طريق الغزو في أقصى الثغور بمدينة سالم، وكانت مدّته في الامارة بضعا وعشرين سنة، وقد صنّف العلماء كتبا في أخباره ومغازيه، ولهم فيه مدائح كثيرة.

٥٦٥٨ - المنصور أبو عبد الله محمّد بن عبد السّلام بن عبد الرزّاق التميميّ

الفقيه.

أنشد لأبي عليّ محمّد بن الحسن بن المظفّر الحاتميّ (١) من رسالة:

نعمة في أبي عليّ بن اسما ... عيل فاتت مرامي الآمال

ثمّ نشر العلاء منها كما نمّ ... بريّا الشمول ريّا الشمال

همّة همّها الندى وغرام ... بالمعالي وسؤدد في جلال

ويمينان هذه تورد البيض ... عطاشا جماجم الأبطال

وبهذي تسيل أودية الجو ... د على معتفيه قبل السؤال

٥٦٥٩ - المنصور أبو المظفّر محمّد بن العزيز عثمان بن النّاصر يوسف بن أيّوب المصريّ


(١) (الحاتمي المذكور توفي سنة ٣٨٣ وترجمته مبسوطة في ابتداء رسالة الحاتمية التي نشرت من بيروت) وراجع تاريخ بغداد والأنساب والوفيات وسير الأعلام وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>