التراجم المغلقة، حسن المعرفة بتدبير الملك وقوانين الوزارة، ذكره محبّ الدّين محمّد ابن النجّار في تأريخه وقال: قدم بغداد في صحبة الوزير مؤيّد الدّين محمّد ابن القصّاب وكان خصيصا به يسافر معه، فلمّا توفّي ورتّب نصير الدّين ناصر ابن مهديّ اختصّ به وكانا جارين في قم، ولمّا توفّي قوام الدّين يحيى بن زبادة رتّب مكين الدّين مكانه سنة أربع وتسعين وخمسمائة، فلمّا عزل ابن مهدي ورتّب فخر الدّين ابن امسينا ثمّ عزل سنة ستّ وستّمائة ردّت النيابة وأمور الديوان إليه وخلع عليه، وحضر عنده أرباب الدّولة، وصار له القرب والاختصاص بالامام الناصر، ولمّا توفّي وولي الظاهر أقرّه على ولايته ولم تطل أيّامه وأقرّه المستنصر بالله على ولايته.
٥٥٤٧ - المكين أبو الثناء محمود بن إبراهيم بن يوسف البوازيجيّ المؤدّب. (١)
كان مؤدّبا عالما، تأدّب به جماعة من أولاد الأكابر والأمراء، أنشد:
جود عبيد الاله أنشره ... بالشكر منّي له ويضمره
يغيب عنك الندى بغيبته ... وتبصر الجود حين تبصره
لو كاثر البحر جود راحته ... جودا وبذلا لكان يكثره
٥٥٤٨ - مكين الدّين أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن عبد الخالق المقدسيّ
الفقيه.
كان فقيها فاضلا عالما، كتب بخطّه الكثير، قال: اتي هشام بن عبد الملك برجل اتّهم بما يستحقّ القتل فأقبل يحتجّ ويناضل عن نفسه، فقال له هشام:
وتتكلّم أيضا؟ فقال يا أمير المؤمنين قال الله تعالى:{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ}
(١) ويستدرك عليه الشيخ المكين أبو منصور بن الحسن بن منصور النقاش الموصلي. تقدّم ذكره في ترجمة عزّ الدّين حمزة بن علي بن زهرة.