للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشياء، واعتقل مؤيّد الملك وولّى أخاه فخر الملك [مظفر] فهرب مؤيّد الملك إلى غياث الدين محمّد بن ملكشاه وكان نازلا بأرّان فلم يزل

٤٠٦١ - مجد الملك مشيد الدولة أبو الفضل أسعد بن محمّد بن موسى

البراوستانيّ الوزير. (١)

ذكره العماد الكاتب، وقال: كان من صدور الملوك السلجوقية، وكان هيوبا، ذكر ذات يوم في مجلسه أنّ أوّل من أظهر السياسة وهابه الناس زياد بن أبيه (٢)، وما زال الناس يتكلّمون عند السلطان ويكلّمونه كما يكلّم بعضهم بعضا، حتّى كان زياد فعجل بينه وبينهم حرسه على راسه قياما، فكان إذا مسّ موضعا من لحيته ضربوا رأسه، فكان الرجل لا يشعر وهو جالس إلاّ ورأسه قد سقط في حجره، فلمّا رأى الناس ذلك تركوا الكلام عند الولاة؛ فاستحسن ذلك من سيرته، وقال: ينبغي أن يكون الوزير هيوبا، فانّ هيبته من هيبة سلطانه، ومتى لم


(١) انظر الترجمة السالفة.
(٢) زياد بن أبيه المذكور كان واليا على الكوفة والبصرة من قبل الحكم الأموي وكان يدعى قبل ذلك بزياد بن عبيد فادّعاه معاوية وأقام الشهادة على أنه أخوه وأنه ليس لأبيه الرسمي والشرعي عبيد وذلك خلافا لسنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان آفة في الذكاء والدهاء والمكر والغدر والفتك وتمكن من إرساء قواعد الحكم الأموي وتصفية المؤمنين ورجال الاسلام في العراق. وأسلوبه في الادارة والحكم كان بالنسبة للعراقيين في العهد الاسلامي تقريبا هو أول أسلوب ديكتاتوري ظالم خاصة بعد ما عاصروا سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وعلي بن أبي طالب وابنه الحسن وغيرهم من الشخصيات الفذة التي عاملت الناس معاملة إنسانية بل اخوية بل إسلامية، فاذن هو أول سياسي أو من أولهم في العهد الاسلامي على الساحة العراقية عامل الناس بأسلوب الأكاسرة والقياصرة والفراعنة، والذي جاء باسم الحكم الأموي وتحت ستار الاسلام، فهذه سياسة شيطانية كانت موجودة منذ أقدم العصور أراد الاسلام القضاء عليها لكن معاوية وأمثاله ومعه الجماهير غير الواعية والمتفرجة أعادوها إلى ما كان عليها قبل الاسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>