قد تقدّم ذكره في كتاب الغين وله (؟ لمّا) مات أبوه الملك الصالح استدعي من حصن كيفا وملكوه مصر، وكان سيئ السيرة كثير الوهم، حدّثني شمس الدّين أحمد بن شعبان الحمداني الحصكفيّ أنّه كان مقداما على القتل، وكان له تبّان من الأدم قد ثقب فيه ما يخرج من ذكره فكان يلبسه إذا باشر لئلاّ يلمس جسمه جسم المفعول، وسار في مماليك أبيه السيرة القبيحة فاتّفق الأتراك على قتله، وكان رئيسهم عزّ الدّين أيبك، وكان ذلك يوم الاثنين السابع والعشرين من المحرّم سنة ثمان وأربعين وستّمائة، وكان قد حضر عزّ الدّين أيبك عند السّلطان وهو على الطبق، فخاطبه في شيء فغلظ عليه فاستلّ سيفه وضربه فالتقاها بيده فجرح فنهض ودخل البيت الخشب (كذا) وأغلق بابه، فدعا بنفاط ونار فعلقت النّار في البيت فصعد إلى سطح البيت فرماه بعضهم بنشّابة فألقى نفسه في البحر فلحقوه وقتلوه وداسوه بالخيل واستولى عزّ الدّين على المملكة.
٥٢٤١ - المعظّم أبو المظفّر سليمان بن غياث الدّين محمّد بن محمود بن ملكشاه
السّلجوقيّ الأمير. (١)
لمّا مات والده غياث الدّين محمّد بن محمود وكان قد أيس من العراق كما ذكرنا واتّفق معه جماعة من جرباذقان وهمذان وبروجرد وصاروا يطمعونه في البلاد ويقولون له: سوف تملك بغداد. ولم يحصل على شيء من كلامهم.
٥٢٤٢ - المعظّم أبو الحسن عليّ بن الناصر أحمد بن المستضيء الحسن العبّاسيّ
(١) تقدّمت ترجمة أبيه في غياث الدّين (وذكر أبو الفداء أنّ محمّدا أباه خلف ولدا صغيرا سلّمه إلى آق سنقر ليربّيه وقال: أنا أعلم أنّ الجند لا تطيع مثل هذا الطفل. ولعل هذا الطفل هو الذي ذكره المصنف، ولم نطلع على ترجمة له بعد).