(٢) (هو سديد الدين أبو الوفاء يحيى بن سعيد القاضي الطبيب المعروف بابن المرخّم من الترخيم ولعلّه البناء بالرخام، درس الطب والأدب والفقه ثم صار طبيبا في المارستان السيّار الذيب كان أربعون جملا تحمله مع معسكر السلطان محمود السلجوقيّ، وتنزله حيث خيّم ثم اتصل ابن المرخم بالخليفة المقتفي لأمر الله فولاّه القضاء العام سنة ٥٤١ هـ وخلع عليه مع وجود قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي، ولم يبق للزينبي إلاّ الاسم، ثم ولاّه قضاء القضاة وقبل شهادة ابنه أبي حفص عمر وجعله من شهود مدينة السلام، ولما توفي المقتفي سنة «٥٥٥ هـ» قبض أصحاب المستنجد على ابن المرخّم واستصفيت أمواله بعد ضربه وامتناعه من الإقرار وضرب ابنه فأقرّ، ثم سجن ومات في السجن، ذكره ابن الجوزي وابن الأثير وسبط ابن الجوزي والعماد الكاتب وذكره القفطي وابن خلكان وذكر ابن النجار ابنه عمر المذكور، ومن هؤلاء من ذكره استطرادا).