أقول لعيني حين جادت بوصلها ... وإنسانها في لجّة الدمع يغرق
خذي بنصيب من محاسن وجهها ... دعي الدمع لليوم الذي نتفرّق
٤١٧٠ - مجد الدين أبو الفضل عبد الله بن شهاب الدين أبي الثناء محمود بن
مودود بن بلدجي - نزيل بغداد - الموصلي القاضي المحدّث
المدرّس. (١)
شيخنا الامام العالم المحدّث الفقيه القاضي، قدم بغداد سنة ستّين وستّمائة، وشهد عند قاضي القضاة عزّ الدين الزنجانيّ سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وولي القضاء بالكوفة وأعمالها، ثمّ فوّض إليه التدريس بمشهد الامام أبي حنيفة، فكان على ذلك إلى أن توفّي، وكان واسع الرواية، موصوفا بالفهم والدراية، عارفا بالفروع والأصول، كثير المحفوظ، سمعنا عليه كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم بروايته عن مصنّفه المبارك بن الأثير، روى عنه وعن أخويه عزّ الدين عليّ وضياء الدين نصر الله، وسمع صحيح البخاري على أبي الحسن عليّ بن روزبه وأبي بكر مسمار بن العريس، وسمّع الخطب النباتيّة على عمر بن طبرزد، وكتاب نهج البلاغة على النقيب كمال الدين حيدر بن محمّد ابن زيد، وسافر إلى الشام، وروى عن جماعة، وله تصنيف، وكتب خطّه بالإجازة
(١) الحوادث ص ٤٤٥، تاريخ الاسلام: الجز الأخير: وفيات سنة ٦٨٣، الجواهر المضية ٣٠/ ١، الفوائد البهية وغيرها. (وكتابه المختار للفتوى شهير في الفقه الحنفي). وذكره الشيخ الحر العاملي في تذكرة المتبحرين ٤٨١ وقال: فاضل جليل، قرأ عليه السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس وروى عنه.