للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني في غرض له:

جزى الله عني الخير كلّ مبخّل ... تجنبته في غدوة ورواح

وقى منكبي ثقلا من الذل منعه ... وأخرجني من تحت رق سماح

وقتل في الوقعة سنة ست وخمسين وستمائة.

٨٠٤ - عفيف الدين أبو عبد الله يوسف (١) بن علي بن أحمد البغدادي المقرئ

يعرف بابن البقال.

كان من محاسن الصوفية وأعيانهم، سمع وكتب وجمع وألف وكان على قاعدة السلف الصالح من محاسبة النفس وحفظ الأوقات وكان قد سافر الى الديار المصريّة ورجع بعد الوقعة ورتب شيخا برباط المرزبانية (٢) على شاطى نهر عيسى وكان شيخنا العدل رشيد الدين محمد بن أبي القاسم كثير الاجتماع به، حسن الثناء عليه، وقال: أنشدني شيخنا عفيف الدين.

تأبى قلوب قلوب قوم ... وما لها عندها ذنوب

وتصطفي أنفس نفوسا ... وما لها عندها نصيب

ما ذاك إلا لمضمرات ... أحكمها من له الغيوب

وكانت وفاته في المحرم سنة ست وستين وستمائة. ولما أخذت بغداد كان


(١) (له ترجمة في الحوادث «ص ٣٦٠» وطبقات ابن رجب «ص ٤٦٨» والبداية في وفيات سنة «٦٦٦ هـ‍».
(٢) (تقدم ذكره غير صريح في ترجمة «عفيف الدين عثمان بن محمد البندنيجي» في الرقم «٧٢٠» ونهر عيسى كان يتخلج من الفرات عند قنطرة تعرف بقنطرة دمّما فوق الفلوجة ويمتد في الشرق الجنوبي حتى يصل الى بغداد ويتفرع فروعا، منها فرع الصّراة كان يصب فوق المنطقة وجعيفر وفرع قصر عيسى عم المنصور وكان يصب عند محلة الشيخ بشار وفرع البزّ وهو المعروف اليوم بنهر الخرّ كان يصرّف ماء الفيضان أيام الشتاء).

<<  <  ج: ص:  >  >>