للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد تقدّم ذكر ألقابه في غير موضع (١) تيمّنا بذكره وفّقنا الله لاتمامه بيمن بركته، ومن ألقابه صلّى الله عليه وسلّم الماحي، وفي حديث الزهريّ: وأنا الماحي وهو الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب.

٣٨٩٨ - مادح الرحمن أبو الفتح نصر الله بن [أبي بكر بن] بابا بن ابراهيم

البكريّ البغداديّ الدياريّ الصّوفي. (٢)

ذكره تاج الدين في تاريخه وقال: قدم بغداد سنة تسع وستّين وخمسمائة وسمع بها، ثمّ سافر إلى دمشق واستوطنها وكان شاعرا فاضلا، وكان يلقّب بمادح الرحمن، لأنّه ذكر أنّه لم يمدح غير الله تعالى بقى على ذلك أكثر من أربعين سنة ومن شعره:

إلهي ما لحاجاتي وحالي ... سواك فإنّك الملك القدير

فجدلي بالرضا واغفر ذنوبا ... بها أخشى يمسّني السعير

فإنّك قلت سلني واستعن بي ... اعنك فإنّني نعم النصير


(١) منها في لقب «الفاتح» و «قائد المرسلين» و «القتّال» و «القثم».
(٢) ترجم له المنذري في التكملة ٢٤٩/ ٢: ١٢٤٢، وأبو شامة في ذيل الروضتين ص ٨١، والذهبي في تاريخ الاسلام وفيات ٦٠٩، وابن الفرات في تاريخه ٩ ق ٥٣.هذا والصواب في نسبته الدياربكري نسبة إلى بلاد دياربكر في الجزيرة عند بداية نهر دجلة. وقول المصنّف بأنّه لم يمدح غير الله تعالى هو خلاف المفاهيم الالهية والقرآنية وقد قال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِاالِدَيْكَ وقد شكر الله بعض عباده فقال في سورة الإسراء: فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً وقال تعالي في سورة الانسان: إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً. وفي الحديث من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق ونحوه في أحاديث كثيرة، نعم في شكره للمخلوق ينبغي أن يكون طالبا به رضا الله سبحانه وملبيا لأمر الله، وأن يعرف أن الله هو المنعم على الجميع وبيده كل شيء وأن كل شيء قائم به.

<<  <  ج: ص:  >  >>