للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمّا كان من القرامطة وخروج الجنابي ما كان وأنّهم أخذوا الحاجّ وأسروا؛ أنفق المقتدر في خروجه إلى القرمطي ألف ألف دينار، وكان المظفّر مونس المتولّي لحروبهم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة. وكانت دار مونس على دجلة ممّا يلي سوق الثلاثاء، وهي الّتي عمّر في بعضها المدرسة النّظامية، وكان قد سكنها بعد المظفّر بهاء الدّولة بن عضد الدّولة، وكان عظيم المملكة شديد الشوكة كثير الأعوان، وكان قد سعى في تولية القاهر وهو الّذي قتل المظفّر في آخر شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.

٥١٤٤ - مظفّر الدّين أبو محمّد يحيى بن المبارك بن سعد الله الموصليّ الفقيه.

كان فقيها عالما أديبا محدّثا، قرأت بخطّه قال: دخل بعض الفصحاء على بعض الأمراء فازدراه، فقال: مهلا أيّها الأمير إنّما المرء بأصغريه (١)، وأنشأ يقول:

وما المرء إلاّ الأصغران لسانه ... ومعقوله والجسم خلق مصوّر

فإن طرّة راقتك فاخبر فربّما ... أمّر مذاق العود والعود أخضر

٥١٤٥ - المظفّر أبو المنذر يحيى بن المنصور المنذر بن يحيى التجيبيّ صاحب

لاردة. (٢)

ذكره محمّد بن أيّوب الغرناطي [في كتاب فرحة الأنفس في أخبار الأندلس] وقال: كان من ملوك الطوائف المتغلّبين بالأندلس، صارت الرياسة


(١) حديث: (المرء بأصغريه) حديث مشهور لكني لم أعثر على مصدر له مع بعض المراجعة.
(٢) ستأتي ترجمة أبيه بلقب المنصور، (ولاحظ البيان المغرب ٢٢١/ ٣). وتقدّمت ترجمة سليمان بن أحمد كما نبه عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>