حروب، فأنفذ قزل أرسلان رسولا إلى الامام الناصر يستنجده عليه، وأرسل [طغرل بن] أرسلان رسولا يقول: اريد أن تعمر دار السلطنة حتى أجيء وأسكنها، فأكرم رسول مظفّر الدّين وأهين رسول طغرل، وتقدّم الخليفة بنقض دار المملكة وردّ رسوله بغير جواب، وارتفع أمر قزل أرسلان ودخل همدان وخطب لنفسه بالسلطنة وضرب النوب الخمس، وانه دخل ليلة منزله لينام وتفرّق أصحابه فدخل عليه من قتله - ولم يعرف قاتله - في شعبان سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
٥١١٢ - مظفّر الدّين أبو منصور قطز بن عبد الله التركي المصري المستولي
على مصر. (١)
كان من الأمراء الذين استولوا على مصر، وكان من المتّفقين مع عزّ الدّين ايبك التركماني، ولما قتل المعظّم بن صالح أنس عزّ الدّين إلى قطزه، وذكروا أنه كان مملوكه، ولمّا مات عزّ الدّين أقام قطز ابنا له صغيرا ولقّبه الملك المنصور، ثمّ عطف على شجر الدرّ فقتلها وقتل جميع من أعانها على قتل مولاه، ثمّ إنّه غيب الطفل بعد شهرين واستقلّ بالملك وتلقّب بالملك المظفّر، واشتغل النّاس بدخول السلطان هلاكو إلى الشام، فلمّا خرج عنها طمع قطز صاحب مصر في الاستيلاء على الشام وذلك سنة ثمان وخمسين وستّمائة، فلمّا همّ بالخروج من مصر سمع بأنّ هلاكو قد أنفذ كتبوقا لمّا سمع بالاختلاف بينهم فوقعت الحرب بينهم بعين الجالوت، وفي هذه النوبة بلي باي برس الصالحي المعروف بالبندقدار بلاء حسنا وانجلت الوقعة عن هزيمة التتار وقتل كتبوقا، فلمّا فرغ قطز من وقعة كتبوقا استولى على دمشق ورتّب العمّال في الأعمال، وعاد إلى مصر فلمّا انتهى إلى نواحي غزّة وثب البندقدار على قطز فقتله، واتّفقت العساكر على سلطنة