للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهبط إلى الأرض فيكون فيهم ما شاء الله ويبدّل الله به أهل الأرض أمنا وعدلا، فكفّت عنه مريم تنظر وتشير بإصبعها إليه، ثمّ ألقى إليها برداء له، فقال: هذا علامة ما بيني وبينك يوم القيامة (١)، كانت منه دعوته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة [أيّام] ثم رفع إلى السماء وكان بينه وبين إبراهيم عليه السلام ألفان وأربعمائة سنة وتسعون سنة، وبينه وبين موسى ألف وتسعمائة وخمس وعشرون سنة وبين مولده وبين الهجرة ستّمائة وثلاثون سنة وكان ظهوره لخمس وستّين سنة مضت من سنيّ الإسكندر.

٣٤١٤ - نجيّ الله كليم الله موسى بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب

الإسرائيليّ النبيّ صلّى الله عليه من أولي العزم. (٢)

قال ابن عبّاس في التفسير: {وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى} أي قرّر في نفسها {أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} [الى قوله] {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} أنّ هلاكهم على يديه، وقوله تعالى: {لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها} أي بالإيمان ولمّا تقارب ولادها وكانت القابلة الموكّلة بحبالى بني إسرائيل مصافية لامّ موسى فلمّا وقع على الأرض هالها نور بين عينيه فدخل قلبها الرعب ودخل حبّ موسى في


(١) إلى هنا تنتهى رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن عباس.
(٢) (لا توجد الرواية المذكورة عن ابن عباس بهذا التفصيل في تفسيره ولا فيما نقلوا عنه ولكن ما ذكره يوجد متفرقا في عدّة مواضع. وهناك اختلاف فاحش في تقدير السنين بينه وبين آدم ولا يطابق بيان المصنف لشيء مما قاله غيره. ونقل أبو الفداء اتفاقا على أن المدة بين ولادة إبراهيم ووفاة موسى ٥٤٥ سنة. والبياض في نهاية الترجمة لسوء التجليد ولا نستطيع تكميله إلاّ أن يكون بيان المدة بين هبوط آدم وولادة ابراهيم فانها ألف وثمانمائة وثمانية وأربعون سنة على ما في تاريخ أبي الفداء). وانظر ترجمته في مختصر تاريخ دمشق ٣٠٠/ ٢٥ - ٣٩٩ برقم ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>