وهو شيخ بهي الشيبة ثم رأيته بمراغة سنة سبعين وأكرمه مولانا نصير الدين وعظمه وعرف قدره وكان قد كتب لي شيئا من نظمه بالفارسية وتوفي بكيران في رجب سنة ثمان وسبعين وستمائة.
[٢٣٥٥ - فخر الدين أبو عبد الله محمد بن رافع بن يوسف الحوراني الصوفي.]
أنشد:
تكثّر من الإخوان ما اسطعت إنّهم ... عماد إذا استنجدتهم وظهور
فليس كثيرا ألف خلّ وصاحب ... وإن عدوّا واحدا لكثير
٢٣٥٦ - فخر الدين أبو عبد الله محمد (١) بن أبي البقاء سعد بن أبي عيسى
الشهرابانيّ، صدر المخزن.
(١) (قال الخزرجي في تاريخه - الورقة ١٧٦ - إنه «أبو عبد الله محمد بن أبي البقاء أحمد ابن أبي عيسى الشهراباني» قال وهو يذكر وفاته سنة «٦٧٤ هـ» ولقبه بصدر المخزن: «وكان مولده سنة ست وستمائة. قدم بغداد وخدم في أعمال السّواد متنقلا حتى خدم عاملا ناظرا ثم ولي صدرية المخزن، ثم عزل وحبس مدّة ثم أفرج عنه وأعيد الى صدرية المخزن مرة ثانية، فلم يزل الى أن توفي ليلة السبت غرّة ذي القعدة من السنة بعد أن أملى وصيّته بماله وما عليه وكان ذكيا فاضلا مليح المكاتبة، سريع القلم، حسن العبارة، كثير الجدّ، قليل الهزل، وقور المجلس، كثير المحفوظ من أشعار العرب ووقائعهم وأيامهم، وكان خشن العيش قليل التنعم والغذاء وقال ابن الخازن [ابن الساعي]: أخبرني أن غذاءه لا يزيد على نصف رطل خبزا في كل يوم وانه لا يخلع ثيابه على حدة، إلاّ اذا دخل الحمام وأنه لا ينام على وطاء ولا يتوسد وسادة وأنه منذ فارق أمّه وهو طفل لم يجتمع بامرأة قط، ولا حوت داره امرأة وأنه لم يتسرّ ولم يتزوج انما كان تخدمه الرجال حضرا وسفرا والله أعلم». وجاء في الحوادث أنه ولي صدرية المخزن سنة «٦٣٥ هـ» نقلا من صدرية نهر دجيل وأنه عزل عنها سنة «٦٤٢ هـ» واعيد اليها سنة «٦٤٦ هـ» راجع الحوادث ص ٩٩، ١٦٧، -