للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كلامه: «قد أطلت هذه المكاتبة بعض الاطالة، واستطلت فيها ثقة بانصافه كل الاستطالة فان وجد سوامها في جناب القول مرتعا يروده ومشرعا لا يصدّ عنه اللجاج ولا يذوده، فنيّة المرء - كما جاء في الأثر - خير من عمله، وإن يكن غير ذلك فربّ ملوم يستفيد الظنة بتنصّحه».

٢٢٥٩ - فخر الملك أبو الفضل عمّار (١) بن محمد بن عمّار الطرابلسي،

ملك


(١) (ولي فخر الملك طرابلس بعد وفاة أخيه جلال الملك أبي الحسن علي بن محمد سنة «٤٩٢ هـ‍» وكان حصار صنجيل لها سنة «٤٩٥ هـ‍» ووفاته سنة «٥٠٠ هـ‍» وهرب فخر الملك ابن عمّار وقصد بغداد مستنفرا على الفرنج فلم ينجده بنو سلجوق ثم فارقهم سنة «٥٠٢ هـ‍» الى دمشق، وذكر ابن العديم في تاريخ حلب أبا علي بن عمّار هذا قال: «أبو علي بن عمّار القاضي فخر الملك صاحب طرابلس الشام، كان بها متوليا على أمرها إلى أن قصده الافرنج فسار من طرابلس الى بغداد واجتاز في طريقه بحلب أو عملها وورد بغداد مستنفرا على الفرنج فأنفذ السلطان محمد شبارته ليركب فيها وأمر جميع الأمراء وأرباب دولته بتلقيه واكرامه وكذلك أرباب دولة الامام المستظهر با لله، فلما نزل الشبارة (كذا) قعد بين يدي الدست احتراما لمكان السلطان، فلما حضر عنده اكرمه واعتمد معه ما لم يعتمد مع الملوك الذين معه مثله ثم ذكر له ما ورد لأجله ووصف له قوة عدوه وطلب أن ينجده عليهم ثم حضر الى دار الخليفة فذكر مثل ذلك ثم حمل الهدايا الى المستظهر با لله والى السلطان وكان فيها أشياء نفيسة فوعده السلطان بالنجدة، وسيّر معه عساكر وخلع عليه. ثم إن الفرنج استولوا على طرابلس في ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسمائة ونهبوها وسبوا النساء والأطفال وغنموا الأموال ثم ساروا إلى جبيل وبها فخر الملك أبو علي بن عمار فملكوها وخرج منها هاربا فسلم، وقصد طغدكين صاحب دمشق فأكرمه وأقطعه بلادا كثيرة «بغية الطلب في تاريخ حلب، نسخة المتحفة البريطانية، ٢٣٣٥٤، ورقة ٨٠» وذكر ابن الأثير أخباره في الكامل في مواضع وفصّلها استطرادا ابن الفرات في تاريخه «ج ٨ ص ٧٧» وغيره، وقد استوزره الملك مسعود السلجوقيّ قبل سلطنته ثم عزله سنة «٥١٣ هـ‍» وخفيت -

<<  <  ج: ص:  >  >>