كان من الأمراء الأكابر بل الملوك الأكارم، قال شيخنا تاج الدين في تاريخه: وفي رجب سنة ثلاث وأربعين وستمائة، خلع على الأمير فتح الدين في دار الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي القباء الأسود والعمامة الكحليّة المذهبة وهي خلع السلطنة وأنعم عليه بمركوب خاصّ وأذن له في ضرب النوبة الملكيّة وزيد في معيشته ألفا دينار، فصار له في كل سنة أربعة عشر ألف دينار إماميّة، وعهدي بداره في كل جمعة يفرّق فيها من الأدوية والأشربة والمعاجين ما لا يكون في بيمارستان وكان لا يرد سائلا، كائنا من كان. واستشهد في الوقعة في الجانب الغربيّ في المحرّم سنة ست وخمسين وستمائة.
١٨٧٠ - فتح الدين الخضر بن العادل محمد بن أيّوب الدمشقي الأمير.
كان عنده فضل وأدب ومن شعره:
ولو قيل لي ماذا على الله تشتهي ... لقلت وأيم الله من شدّة الكرب
تواصل من أهوى بموضع خلوة ... بغير رقيب ثم مغفرة الرّب
توفي شابا بدمشق سنة أربع وستمائة.
(وذكره رشيد الدين الوزير في جامع التواريخ في حوادث سنة ٦٥٦ هـ وذكر أنه كان قائدا في الجيش الذي خرج لمحاربة بايجونوين القائد التتري الذي كان على عزم محاصرة بغداد من الجانب الغربي، قال: «وفي العاشر من المحرم وقت طلوع الشمس هجم بايجونوين وبوقا تيمور على الدواتدار وابن كرّ ودحروا جيشهما وقتلوا فتح الدين بن كرّ وقراسنقر» «ص ٢٨٢ من ترجمة كاتر مير الفرنسي» وذكره مؤلف الحوادث - ص ٣٢٤ - وذكر أنه كان في جملة الأمراء الدين خرجوا مع الدويدار الصغير مجاهد الدين ايبك الى لقاء عسكر الأمير المغولي بايجو من قواد هولاكو، وأشار عليه بأن لا يتبع المغول حين تراجعوا خدعة، فلم يصغ اليه، فحلت بهم الكارثة). وذكره الصفدي في الوافي ٢٠٨/ ١٢ باسم الحسن بن كرّ.