وبكى فأمطر لؤلؤا من نرجس ... فسقى جنا ورد وزهر بنفسج
١٣٣ - عزّ الدين أبو محمد الحسن (١) بن يعقوب بن قفجاق التركماني الأمير
بالجبال.
(١) (هو من التركمان الايوائية ويسمّون أيضا «الايواقية» بالقاف، وله أخبار في سيرة صلاح الدين لابن شداد «ص ١٩٢» وأخبار الدولة السلجوقية لصدر الدين الحسيني «ص ١٧٨ - ١٨٠» والروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة «٢: ١٣٨» وكان عزّ الدين الحسن بن قفجاق صاحب قلعة «كرخيني» أي كركوك الحاليّة وما حولها من القرى والمسارح، وهو الذى التجأ إليه فى قلعة الملك طغرل الثالث بن أرسلان الثاني بن طغرل الثاني بن محمد بن ملكشاه السلجوقي آخر ملوك السلجوقيين ببلاد العجم سنة ٥٨٥ هـ بعد أن هرب أمام جيوش الخليفة الناصر لدين الله، وقبض بعض ولاة صلاح الدين الأيوبي على عزّ الدين بن قفجاق، فأمره الناصر لدين الله بإطلاقه فأطلقه مكرها. راجع المرجعين المذكورين والروضتين في أخبار الدولتين ٢: ١٣٨. وجدّه مؤسس الإمارة القفجاقية في كرخيني أي كركوك، ذكره ابن الأثير في حوادث سنة «٥٣٤ هـ» قال: «في هذه السنة ملك أتابك زنكي شهر زور وأعمالها وما يجاورها من الحصون، وكانت بيد قبجاق بن أرسلان تاش التركماني، وكان حكمه نافذا على قاصي التركمان ودانيهم، وكلمته لا تخالف، يرون طاعته فرضا. فتحامى الملوك قصده ولم يتعرضوا لولايته لأنها منيعة، كثيرة المضايق فعظم شأنه وازداد جمعه وأتاه التركمان من كل فج عميق. فلما كان هذه السنة سيّر الأتابك زنكي عسكرا - فجمع أصحابه ولقيهم فتصافّوا واقتتلوا فانهزم فبجاق واستبيح عسكره وسار الجيش الأتابكي في أعقابهم فحصروا الحصون والقلاع فملكوها جميعها وبذلوا الأمان لقبجاق فصار إليهم وانخرط في سلك العساكر، ولم يزل هو وبنوه في خدمة البيت [الأتابكي] على أحسن قضية إلى بعد سنة ستمائة بقليل وفارقوها». «ج ١١ ص ٢٩» والصحيح أنّهم فارقوا خدمة الأتابكي قبل ذلك بانضمامه الى أمير المؤمنين الناصر لدين الله أحمد بن الحسن العباسي المذكور وذكر هذا الخبر جمال الدين بن واصل الحموي في تاريخه مفرج الكروب في أخبار بني أيوب «١: ٨٤» وذكره قبله أبو شامة في الروضتين في أخبار الدولتين ١: ٣٣).