للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٢٦ - عماد الدين أبو على وأبو نصر محمد الحسن بن شمس الدين محمد (١)

ابن عبد الواحد الطبري الفقيه (٢).

نزيل تبريز، كان تبريزي المولد والدار وهو الذي أخرج معدن النحاس الذي ظهر بنواحي تبريز وله (كذا) وكان الأمير «قتلغ قيا» قد سلم إليه فلما


= وسرور، خلاف ما كنا نعمده من حاله قبل وأذن لأصحابه في الدخول عليه وأخذ يحادثهم فلما رأينا الشيخ على هذه الحالة من المؤانسة بعد اقامته تلك المدة الطويلة في الخلوة والعزلة سألناه عن سبب ذلك. فقال: بينما أنا في خلوتي إذ خطر بخاطري الخروج الى الصحراء منفردا فخرجت فوجدت كل شيء من النبات ساكنا لا يتحرك لعدم الريح وشدّة القيظ، ومررت بنبات له ورق فرأيته في تلك الحال يميس بلطف ويتحرك في غير عنف كالثمل النشوان فجعلت أقطف منه أوراقا وآكلها فحدث عندي من الارتياح ما شاهدتموه، وقوموا بنا حتى أوقفكم عليه لتعرفوا شكله. قال: فخرجنا الى الصحراء فأوقفنا على النبات فلما رأينا قلنا له: هذا نبات يقال له القنب فأمرنا أن نأخذ من ورقة ونأكله ففعلنا ثم أمرنا - بصيانة سرّ هذا العقار وأخذ علينا الأيمان أن لا نعلم به عوام الناس وأوصانا أن لا نخفيه عن الفقراء ... وتوفي الشيخ حيدر سنة ثمان عشرة [وستمائة] بزاويته في الجبل ... ولم تزل الحشيشة شائعة وذائعة ببلاد خراسان ومعاملات فارس ولم يكن يعرف أكلها أهل العراق حتى ورد اليها صاحب هرمز ومحمد بن محمد صاحب البحرين ... في أيام المستنصر بالله وذلك في سنة ثمان وعشرين وستمائة فجلبها أصحابها معهم وأظهروا للناس أكلها فاشتهرت بالعراق ووصل خبرها الى أهل الشام والروم فاستعملوها ... وقد حدثني الشيخ محمد الشيرازي القلندري أن الشيخ حيدرا لم يأكل الحشيشة». ذكر هذا الكتاب مؤلف كشف الظنون وقال: «رسالة كأنه عارض بها صاحبها تكريم المعيشة في تحريم الحشيشة، للقطب القسطلاني ولما وقف القسطلاني على هذه وضع رسالة أخرى سماها تتميم التكريم لما في الحشيش من التحريم، يذكر فيها ما ذكره ويرده» ... قلت توفي القطب القسطلاني سنة ٦٨٦ هـ‍).
(١) (كتب فوق هذا الاسم كان أزهد زمانه).
(٢) سيعيد ذكره في محمد بن محمد بن عبد الواحد، وكما جمع هنا بين الاسمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>