واتصل بحضرة السلطان هولاكو وقرّبه وجعله شحنة على الحكماء الذين يلوذون بحضرته لعمل الكيمياء. ولما توفي السلطان رجع الى بغداد ورتب خازنا في الديوان واشتغل في عمل كتاب «الجوهر الفريد وبيت القصيد»: وهذا كتاب نفيس لم يؤلف مثله واهتمّ في ترتيبه وعمله ثم ترك العمل وحلق رأسه، وتزهّد وخلع القباء ولبس الفرجيّة واشتغل بتنقيح كتابه الى أن تمّ ونقله الى البياض وكان قد علاه دين فخدم خزانة الوزير سعد الدين بالكتاب وقضى دينه، واستراح خاطره فجاءه ما لم يكن في حسابه وتوفي في رجب سنة عشر وسبعمائة. وله شعر حسن ورسائل وأخبار، ذكرت في التاريخ أكثرها وكان بيني وبينه معرفة وصداقة واتحاد منذ سنة خمسين ولما قدمت بغداد كنت أتردد الى خدمته ويشرفني أيضا بحضوره. ورثيته بأبيات أولها:
يا أيّها الفلك الدوار جرت ولم ... تعدل على فلك الدين الفتى الفطن
الفاضل الكامل المحمود سيرته ... العالم العامل المشكور ذي المنن
٢٦٣٩ - فلك الدين أبو شجاع محمد بن بورة بن التمتكين الديلمي، تركي
الأصل، صاحب سراة وميانج.
كان من الامراء الحكام بأذربيجان وهو من الامراء الذين وردوا في خدمة السلطان غياث الدين أبي شجاع محمد بن ملكشاه لما ورد العراق سنة إحدى وخمسمائة لمحاربة سيف الدولة صدقة ملك العرب.
[٢٦٤٠ - فلك الدين محمد بن جعفر بن عبد الله الرومي القونوي الفقيه.]
كان من الفقهاء المذكورين، قدم بغداد في أيام المستنصر با لله ورتب فقيها