للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال معاوية: إني في بيت أمن، سمعت نبيّ الله صلّى الله عليه وسلم يقول:

الايمان قيّد الفتك، لا يفتك مؤمن (١)، ثمّ قال: كيف أنا في حوائجك؟ قالت: صالح، قال: فدعيني وحجرا، نلتقي غدا عند الله.

٣٨٣٣ - كمال الدّين أبو زكريّا يحيى بن محمد بن دلف البغداديّ المعدّل.

أنشد لأبي الفتح عليّ بن محمّد البستيّ الكاتب: (٢)


= عن أبي معشر قال: كان حجر عابدا ولم يحدث قط إلاّ توضأ ولم يهريق ماء إلاّ توضأ وما توضأ إلاّ صلّى. وعن ابن سيرين أن حجرا أوصى: ان قتلني معاوية فلا تطلقوا عني حديدا وادفنوني في ثيابي ودمي فاني ملاق معاوية على الجادة. وروي عن علي عليه السلام أنه قال: يقتل منكم يا أهل الكوفة سبعة مثلهم مثل أصحاب الأخدود. قال الراوي فبعث معاوية إلى بضعة عشر رجلا منهم فاختار سبعة فقتلهم منهم حجر. وروي أنه لما حمل إلى مرج عذراء لقتله قال: الحمد لله أما والله إني لأول مسلم نبح‍ [ته] كلابها في سبيل الله. وفي الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء. وبسند ابن العديم عن سعيد بن المسيب عن مروان بن الحكم قال: دخلت مع معاوية على عائشة فقالت: قتلت حجرا وأصحابه وفعلت الذي فعلت أما خشيت أن أخبأ لك رجلا فيقتلك؟ فقال: لا إني في بيت أمان ... يا أم المؤمنين كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتك وأمورك ... انظر تفاصيل هذه الأخبار في تاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخ حلب لابن العديم وغيرهما. ومعاوية بدهائه الشيطاني قلب الحوار والبحث أمام عائشة إلى تلبية الحوائج المادية لها حتى يسكتها.
(١) الحديث المذكور هنا رواه البخاري في التاريخ وأبو داود والحاكم عن أبي هريرة ورواه أحمد عن الزبير ومعاوية كما في كنز العمال ٩٣/ ١ برقم ٤٠٥ و ٦٩٦.
(٢) البستي مترجم في الأنساب، والوفيات، وتتمة صوان الحكمة، وتاريخ نيسابور: المختصر من السياق وفيه علي بن أحمد، وسير أعلام النبلاء وطبقات السبكي والبداية -

<<  <  ج: ص:  >  >>