للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - مستترا في دار الأرقم فلما أسلم عمر بن الخطاب قال: فيم الاختفاء؟ فخرج رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في صفّين أحدهما فيه حمزة بن عبد المطلب والآخر فيه عمر بن الخطاب حتى دخل المسجد فسمّاه رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - «الفاروق» يومئذ (١)، وقال ابن شهاب (٢): سمّاه به أهل الكتاب، ذكر ذلك الطبري. وقال حذيفة: كان الاسلام في زمن عمر كالرجل المقبل لا يزداد منك إلاّ قربا، فلما أصيب عمر صار كالرجل المدبر لا يزداد منك إلاّ بعدا.

١٨٥٤ - الفاضل (٣) الصادق أبو عبد الله جعفر بن محمد الباقر بن زين العابدين


(١) وذكره أيضا ابن الجوزي في كتابه تاريخ عمر في الباب الثامن في ذكر إسلامه ص ١٠ - ١١.وروى الطبري في حوادث سنة ٢٣ من تاريخه وقال: وكان يقال له الفاروق وقد اختلف السّلف فيمن سمّاه بذلك فقال بعضهم سمّاه بذلك رسول الله (ص) [وذكر رواية عن عائشة] وقال بعضهم أوّل من سمّاه بهذا الاسم أهل الكتاب [وذكر كلام الزهري في ذلك وقال] ولم يبلغنا أن رسول الله (ص) ذكر من ذلك شيئا.
(٢) (هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب القرشي الزهري، الفقيه المحدّث المشهور من التابعين الأعلام بالمدينة وممن جمع علم الفقهاء الكبراء ممن قبله، ولد سنة «٥١ هـ‍» وتوفي سنة مائة ونيف وعشرين. وسيرته معلومة. ويستدرك عليه «الفاشوشة شمس الدين ابراهيم بن أبي بكر الجزري الكتبي، مولده سنة اثنتين وستمائة، ووفاته سنة «سبعمائة» وكان مشهورا بالكتب ومعرفتها، وله فضيلة وكان يتشيّع. جاءه رجل فقال: عندك فضائل يزيد؟ قال: نعم ودخل الدكان وطلع ومعه جراب فجعل يضرب الرجل ويقول: «العجب كيف ما قلت: صلّى الله عليه وسلّم؟» وله شعر منه:
وما ذكرتكم إلاّ وضعت يدي ... على حشاشة قلب قلّما بردا
وما تذكرت أياما بكم سلفت ... إلاّ تحدر من عيني ما بردا
الشذرات ج ٥ ص ٤٥٦).
(٣) قال ابن الخشّاب في كتابه تاريخ مواليد الأئمة عند ذكر الامام الصادق: لقبه:

<<  <  ج: ص:  >  >>